أصبحت أحوال المركز الطبي بأبوحمص لا تسر عدوا ولا حبيبا, فكما يقول المترددون عليه من المرضي( الداخل مفقود والخارج مولود), فالإهمال والفساد لم يتركا شيئا إلا وطالاه, بل انتشر وتوغل في جميع أركانه, فالأطباء غير موجودين, والتمريض بات بالممارسة قادرا علي التشخيص, بل وكتابة التقارير الطبية, كل هذا بخلاف سوء حالة المركز وانتشار القمامة والحشرات والفئران والقطط الضالة في كل مكان داخله, وحيث يستقبل المركز أعدادا كبيرة من مصابي الحوادث بصفة يومية. فبمجرد أن تخطو قدماك داخله, تجد المرضي يفترشون الأرض والطرقات والعيادات بدون أطباء, والصيدلية مغلقة معظم الوقت وصرف الدواء حسب المتاح وليس وفق حالة المريض, كما يعاني المرضي من أزمة عدم وجود أكياس دم وهو ما أكده شوقي مخلوف أحد المرضي, حيث قال: مر الطبيب وقال لي والدك محتاج دم ولا يوجد دم بالمركز( اتصرف بقي), وذهبت لبنك الدم بمستشفي دمنهور العام لشراء كيس دم مقابل أي مبلغ مالي لانقاذ والدي من الموت,لكن الطبيبة قالت بشئ من التعالي روح شوف متبرع أنا معنديش دم, واضطررت ان أبحث عن واسطة وبعد جهد وافقت علي اعطائي كيس الدم مقابل مبلغ120 جنيها. ويؤكد المهندس سعيد بسيوني, رئيس الاتحاد الاقليمي بالبحيرة, ان المركز أحد صروح وزارة الصحة, لكن لا نعلم ما الذي أصابه. ويضيف عمرو بدر( اخصائي اجتماعي) ان صور الاهمال في المركز كثيرة, فعيادة الباطنة بها أربعة من الأطباء لا يحضر أحد منهم إلا طبيب واحد فقط يوم الخميس, ولا يمكث فيها إلا ساعة ونصف الساعة فقط من الساعة9.30 صباحا الي الساعة11, أما عيادة النساء والتوليد ففيها طبيبة واحدة فقط وتحضر ثلاثة أيام فقط لمدة ساعة واحدة فقط من11 صباحا الي الساعة12 ظهرا. وتشكو اسماء شكري( ربة منزل) وتقول ان عيادة الأطفال بالمركز يحضر بها طبيب واحد ثلاثة أيام فقط في الاسبوع لمدة ساعتين فقط من9 صباحا حتي الساعة11, وتتساءل كيف يمكن أن يقوم بالكشف علي الاطفال المنتظرين في هذا الوقت القياسي؟ وفي عيادة الصدر التقي( الأهرام المسائي) بعدد من المرضي, الذين اشتكوا من عدم حضور الاطباء طوال الأسبوع مع العلم أنه يوجد ثلاثة أطباء من المفترض أن يعملوا في هذه العيادة, ويقول أحمد زكريا, ان معامل التحاليل بالمركز لا بحضر فيها أحد من الفنيين الأربعة إلا يومي( السبت والأربعاء) لعمل الشهادات الصحية, أما قسم الأشعة فبه اثنان من الفنيين يحضران يومي السبت والاربعاء لعمل الشهادات الصحية أيضا, وقد دلل الاهالي علي صحة هذا الكلام بأن الدفاتر الخاصة بتسجيل المرضي المترددين علي العيادات شبه خالية من اسماء المرضي. ويؤكد محيي القصاص, الغياب التام للاستشاريين عن متابعة المرضي, وترك الامر في يد أطباء الامتياز الذين يتعاملون مع المرضي بشكل لا يليق علي طريقة( خلص علشان أشوف غيرك) مما يسبب مشادات كلامية ومشاجرات بين أهل المريض والأطباء. وتقول إيمان حسن( موظفة) إنه لا يوجد مقاعد لاستقبال المرضي في جميع أدوار المستشفي, مما يضطر الاهالي إلي احضار بطاطين معهم لفرشها علي الارض حتي يستطيعوا الجلوس هذا بخلاف الحشرات الزاحفة والقوارض والقطط والكلاب, التي تراها في كل مكان بالمركز!! وتعليقا علي ذلك أكد المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة انه من خلال جولاته الميدانية لاحظ تدني ونقص الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين كما انه لا يتهاون في معاقبة المقصرين في حق المواطنين وقد خاطبت وزير الصحة لاحلال وتجديد مستشفي بدر وتم اعتماد مبلغ40 مليون جنيه من وزارة الصحة له حيث يتم الانتهاء من تجهيزه خلال عام ونصف باستغلال المساحات الفضاء الموجودة بالمستشفي القديم. واضاف انه قد تم دعم قطاع الصحة من صندوق خدمات المحافظة بمبلغ9 ملايين جنيه تمثلت في شراء تجهيزات للمستشفيات المركزية بأبو حمص وأبو المطامير والمحمودية بمبلغ3 ملايين جنيه و665 الف جنيه ودعم المعهد الطبي القومي بدمنهور بمبلغ3 ملايين جنيه لتجهيز غرفتين للعمليات, بالاضافة إلي شراء مولد كهربائي لمستشفي الاستقبال والطوارئ بغرب النوبارية للتعاقد مع التخصصات الطبية النادرة. رابط دائم :