دعت ندوة تطور العلوم الفقهية التي اختتمت أعمالها أمس بسلطنة عمان إلي التسامح المتكافئ والتعايش المتوازن والتزام القيم الأخلاقية المتبادلة أساس العيش مع الآخر. وطالبت بضرورة معالجة التأزم الراهن بالأفكار والوسائل الملائمة والمتفهمة لأنها السبيل الأوحد للخروج من المأزق الحضاري العالمي وتفاعلات الظواهر الجزئية الناجمة عن العنف الذي يسود العالم في كل مظاهر الحياة الإنسانية موضحا أن تعدد الأعراف والأديان والمذاهب دليل ساطع علي سماحة الإسلام والمسلمين. وأوصت الندوة ببحث موقف الفقه الإسلامي من بعض قواعد القانون الدولي المعاصر بالإضافة الي العناية بدراسة تأثير الفقه الإسلامي في صياغة قواعد القانون الدولي بفروعه المختلفة, وخاصة ما يتعلق بفقه التعايش, مثل الحصانات الدبلوماسية, والعلاقات الدولية الأخري وحوار الحضارات وتبادل العلوم والمعارف والعمل بجدية لتفعيل المؤسسات التي تقوم بتمثيل الإسلام والمسلمين في البلاد الغربية والمنظمات الدولية. وشددت علي ضرورة إعادة صياغة النظريات الفقهية الخاصة بالعلاقات الدولية وتأصيل مبدأ المواطنة وأصول التعايش مع الآخر من خلال وضع وثائق تضم الأفكار والضوابط والأطر لتحقيق التعايش بين مختلف الملل والثقافات في ضوء القواعد الشرعية بالاضافة الي الاهتمام بفقه الاغتراب. كما شددت الندوة علي صياغة ضوابط فقهية متخصصة لبيان واقع تعايش الجماعات المسلمة في البلاد الأخري, وضرورة توفير حقوقهم الإنسانية الكريمة ومعاملتهم بمقتضي حق المواطنة أو الجنسية والامتناع من إجلائهم أو تهجيرهم وإحياء فقه المواطنة وضوابط التعامل مع الآخر من خلال التوجيه الديني والإرشاد الاجتماعي وذلك بتطوير أنشطة الوعظ الديني والإرشاد الاجتماعي والتوعية الثقافية. وكانت الندوة التي استمرت علي مدي أربعة أيام بالعاصمة العمانية مسقط تحت عنوان فقه رؤية العالم والعيش فيه شارك فيها كوكبة من رواد الفكر والفقهاء من مختلف أنحاء العالم في مقدمتهم الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور علي جمعة المفتي السابق وبحضورمفتي السلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي والشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشئون الدينية العماني. وأكد الشيخ محمد بن سالم الخروصي رئيس قسم خطب الجمعة بوزارة الأوقاف والذي ألقي البيان الختامي للمؤتمر أن المقصود بفقه العيش التصالح مع النفس والتحاور مع الآخر والعيش معه علي وفق قواعد الاحترام المتبادل وتوفير الأمان, وضمان الحقوق والحريات لكل إنسان. رابط دائم :