أثار الانفتاح السياحي بين مصر وإيران حالة من الاحتقان داخل الأوساط السياسية المصرية الذي أعتبره البعض نواة لنشر الفكر الشيعي في مصر, محذرين من خطر الانزلاق في فتنة مذهبية تستغلها بعض الدول لتصفية حساباتها, فيما يري آخرون انه مجرد تبادل سياحي وثقافي وليس تطبيعا دينيا. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن استئناف الرحلات السياحية بين البلدين الاسلاميين قد يصب في صالح الاقتصاد المصري الذي يعاني أزمة خانقة, ويعيد الانتعاش الي السياحة المصرية بعد فترة من الركود, مشيرة إلي أن رفض الأحزاب الإسلامية وعلي رأسها النور لوفود السياح الإيرانيين لمصر خوفا من المد الشيعي ليس له مايبرره لأن المصريين تعايشوا مع العثمانيين والفاطميين وعاشوا أيضا تحت الاحتلال البريطاني لسنوات طويلة وكذلك الفرنسي دون أن تتأثر ثقافتهم. ويري محللون أن جذب مصر لأكثر من مليون سائح إيراني سنويا كفيل بإعادة السياحة إلي مجدها وإخراج البلاد من أزمتها لأنه سيجذب استثمارات هائلة ويدفع عجلة الإنتاج, مؤكدين أن الأحزاب الرافضة لهذا التقارب تسعي لعرقلة مسيرة الاقتصاد. وأشاروا إلي أن العلاقات بين مصر وإيران قد تمر باختبار صعب في ظل رفض خليجي لهذا التقارب حيث أعلنت السعودية تخوفها من أن تلقي عودة العلاقات بين مصر وإيران بظلالها علي علاقات مصر بدول الخليج التي رهنت تقديم المساعدات باستمرار القطعية بين القاهرةوطهران. وتساءلت صحيفة ذي ناشيونال الأمريكية: لماذا الرفض المصري لعودة العلاقات مع إيران وقبول التطبيع مع إسرائيل؟, مشيرة إلي أن التحالف مع إيران سيكون بمثابة تحالف بين قوتين إسلاميتين لهما ثقلهما في المنطقة, محذرة من تحول هذا التقارب إلي حالة نفير خاصة بعد الخلاف الذي نشب بين البلدين حول تحديد أماكن زيارة السياح الإيرانيين وفرض رقابة مشددة علي تحركاتهم, وهو ما رفضته طهران, مؤكدة حق السائح الإيراني في زيارة أي مكان حتي لو كان دينيا. رابط دائم :