بالرغم من التجربة الجيدة للجنة الحكام باتحاد الكرة برئاسة عصام عبدالفتاح هذا الموسم و حرصها علي تنظيف القطاع التحكيمي ومنح الفرصة للكفاءات فقط و التقليل من حجم الأخطاء إلا أن المرحلة الثامنة من الدوري الممتاز لكرة القدم شهدت العديد من الأخطاء القاتلة التي اثارت جدلا كبيرا و كادت هذه الأخطاء تحدث مشكلات كبيرة بالمسابقة لولا تدخل العقلاء خصوصا أنها كانت في واحدة من أكثر المباريات الجماهيرية فأهم وقائع هذه المرحلة بعيدا عن حسابات النقاط والنتائج و الأداء الفني تلك الأخطاء القاتلة التي ظهرت في مباراتي الإسماعيلي مع الزمالك.. والأهلي مع الجونة فقد شاهدنا عدة أخطاء قلما يتجاهلها حكم أو لا يأخذ فيها قرارا.. وكانت الصدمة في أن من يدير لقاء القمة بين الزمالك والاسماعيلي واحدا من الكفاءات التحكيمية في مصر والذي مثل مصر وحيدا في أمم أفريقيا الأخيرة وووقع في اخطاء حرمته من التألق والظهور الطاغي فيها هو الدولي جهاد جريشة فهو لم يقع في خطأ ولا اثنين بل وقع في ثلاثة اخطاء مركبة فمن المقبول الا يحتسب حكم ركلة جزاء لخطأ في التقدير أو لعدم رؤيته لها جيدا لكن أن تتكرر لعبة3 مرات ولا يتخذ قرارا فهذه مشكلة بكل المقاييس تجعلنا لا نحزن علي عدم احتساب اي منها بقدر حزننا علي حكم مثل جريشه كنا نعده للظهور في المونديال البرازيلي.. جريشة لم ير3 ركلات جزاء واضحة كالشمس رأتها مصر كلها إلا هو ركلتين للإسماعيلي في منتهي الوضوح و خصوصا عرقلة عيد عبد الملك لعمر جمال لا تحتمل الشك.. وركلة للزمالك لكن كيف لا يري حكم ثلاث لعبات مثل هذه في منتهي الخطورة وداخل أهم منطقة في الملعب يجب ان يكون الحكم مركزا فيها و هي منطقة الجزاء التي يحاول كل فريق بكل ما اوتي من قوة الوصول إليها في الهدف و المبتغي للجميع.. جريشه أخطأ في حق نفسه قبل ان يخطيء في حق الإسماعيلي ويحرمه من فرصتين بهدفين بنسبة مائة بالمائة و كذلك أخري للزمالك.. والمؤكد أن فرصته في الظهور خلال المرحلة المقبلة بالدوري ستكون متواضعة ما لم يعد الحسابات مع نفسه لاسيما وان هناك جيلا جديدا قادما قادرا علي إزاحة اي فرد من علي الساحة. الجميع كان يخشي من وقوع الحكام الجدد الذين قدمتهم لنا اللجنة المجتهدة جدا في أخطاء و لكن معظم الأخطاء القاتلة والتي اثارت جدلا هذا الموسم حتي الأن كانت من الحرس القديم الذي يجب إعادة النظر فيه فمن يقدر يستمر ومن بات غير قادر علي الحكم بالعدل فعليه أن يترك مقعده لمن لديه الاستعداد والموهبة.. وكادت قرارات جريشة تحدث أزمات عنيفة خلال لقاء الدراويش مع الزمالك و خرج سعفان الصغير عن النص صحيح لا أحد يقر ما فعله ولكن قرارات الحكم كانت فوق الاحتمال وبالطبع سينال سعفان من العقوبة ما يردعه عن فعل ما صدر عنه فعلي الجميع ان يتعلم تقبل القرارات مهما كانت ظالمة و هذا يحدث في كل أنحاء العالم و هناك لجان وإدارات تحاسب المخطيء و تمنع حكام الأخطاء القاتلة من الظهور مرة أخري إذا لزم الأمر حفاظا علي الأمن و النظام و الاحترام في المسابقة التي نتمني أن تستمر بعدما توقفت عاما كاملا ولا احد يريد أن نعود للخلف مرة أخري. و هناك واقعة أخري شهدتها مباراة الأهلي مع الجونة و هي تتعلق بالأخلاق صحيح أن الحكم محمد الحنفي لم يتغاض عن ركلة جزاء ولم تكن له أخطاء اثرت علي نتيجة المباراة و لكن كان هناك قرار إداري لم يتخذه ولم يأخذ فيه موقفا صارما للحفاظ علي السلوكيات في ارض الملعب وحماية اللاعبين من بطش بعضهم ببعض.. ففي الدقيقة36 من بداية اللقاء شهدت المباراة واقعة سيئة عندما اعتدي معتز محروس لاعب الجونه بشكل واضح أمام الجميع علي وائل جمعه بالضرب علي القفا وهما في سباق سرعة علي الكرة وكان الضرب متكررا وواضحا أمام الجميع و التقطته الكاميرات التليفزيونية التي أظهرت ايضا ان الحكم محمد الحنفي كان علي بعد متر علي الأكثر من الواقعة وشاهدها ولم تحرك له ساكنا لم يتخذ فيها اي قرار حتي الكارت الأصفر لم يفكر فيه مع أن هذه الواقعة كانت تستحق الكارت الأحمر للاعب خرج عن كل حدود الأدب و اللياقة وضرب زميلا بشكل مهين.. كما أنه تغاضي عن بعض الالعاب العنيفة لكنه كان في باقي قراراته موفقا ومعه مساعداه اللذان نجحا في تقديم عرض رائع لاصطياد اللاعبين المتسللين لاسيما وان الفريقين لجأ لمصيدة التسلل. وهناك اعتراض أخر اطلقه حسام حسن المدير الفني لفريق المقاصة معترضا علي حكم مباراته مع حرس الحدود لعدم احتسابه ركلة جزاء صحيحة لفريقه حرمته من الفوز علي منافسه وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق. أما عن المستوي الفني و النتائج واصل الزمالك ثورته هذا الموسم وهو يسير بخطي رائعة ويقدم عروضا مميزه للغاية و لديه من القدرات ما يساعده علي مواصلة المشوار بعدما حقق الفوز في8 مباريات علي التوالي وتشعر أمام الزمالك هذا الموسم أنه لا يعاني كثيرا في انتصاراته بل لديه ولدي لاعبيه وجهازه الثقة في الفوز وهذه الثقة بدأت تنتقل لجمهوره الذي كان لا يثق في فريقه مهما فعل أما الآن فقد بات الزمالك مستقرا فنيا وله شكل وطعم ولون وحلاوة في الأداء لاسيما وانه يمتلك لاعبين لديهم قدرات كبيرة تتيح للفريق فرصا كبيرة للحل وتحقيق الهدف مثل النجم الموهوب محمد ابراهيم ومعه مجموعة أخري تقدم حلولا تهديفية مهمة مثل أحمد عيد عبد الملك و عمر جابر و محمد عبد الشافي و لاعب الوسط المميز نور السيد و حازم إمام وأكثر من لاعب اخر لديهم قدرات تساهم بدرجة كبيرة في حل اي مشكلات فنية تواجه الفريق في ارض الملعب وفوق هذا لا يجب ان ننكر القدرات التدريبية لجورفان فييرا مديره الفني. الزمالك فاز علي كل من قابله بما فيهم اهم و اقوي منافس له علي قمة المجموعة بما يعني أنه لم يعد أي فريق بمجموعته قادرا علي إيقافه.. و بات وحيدا مغردا في عالم أخر بمجموعته برصيد24 نقطة.. أما الإسماعيلي فرغم تعثره و تلقيه للخسارة الثانية هذا الموسم وكانت الأولي علي يد بتروجت فإنه فريق كبير و لديهم لاعبون مهمون يقدرون علي إعادة التوازن سريعا مشكلة الدراويش أنهم مشغولون هذا الموسم بأكثر من بطولة في وقت واحد ثلاث منافسات عربية و أفريقية و محلية و هذا كثير جدا ومرهق لكن الأهم أن الاسماعيلي دائما يثبت لنا أنه ولاد و أنه مدرسة لها خصوصيتها في كرة القدم و يقدم دائما لاعبين لهم قدرات خاصة و لعل ظهور أحمد خيري يؤكد لنا ذلك فمهما خرج منه من لاعبون لكنه قادر علي تعويضهم بجانب تألق عمر جمال و باقي كتيبة الدراويش مع مدربهم المحترم الذي يعمل في صمت و ظروف قاسية صبري المنياوي. و في هذه المجموعة الثانية ايضا تعادل بتروجت مع الشرطه و فقد كل منهما نقطتين وسعت الفارق بينهما و بين الإسماعيلي الوصيف فيما واصل فريق الإنتاج الحربي و لم يحقق اي فوز حتي الآن و لقي هزيمة جديده أمام طلائع الجيش الذي تغير تماما مع عماد سليمان قفز للمركز الخامس برصيد11 نقطة و بات علي مقربة نقطة واحدة من المركز الثالث بعدما جاء من بعيد و كان فوزه الأخير علي الإنتاج بهدفين لهدف عن طريق لاعبه جيبور نقطة مهمة لمواصلة التحسن مع العمدة سليمان. فيما شهدت المجموعة الأولي فوزين و تعادلين.. الفوز الأول لفريق سموحة بقيادة شوقي غريب الذي عرف طريق الانتصارات و بدأ يحققها تلو الأخر و بشكل محترم ومريح و بدأ الفريق يجني ثمار المجموعة المتواجدة بداخلة من نجوم اقتربت من مرحلة الانسجام وبات له طريقة لعب واضحة واسلوب معروف في تسجيل الأهداف التي تظهر كلها و كأنها جملة تدريبية واحدة تدربوا عليها لو عدنا للخماسية التي سجلها الفريق في غزل المحلة سنكتشف ذلك و كذلك الثلاثية التي سجلها في مرمي وادي دجلة فهو ملك التسجيل من العمق وقادر علي ضرب الدفاعات بتمريرة أو تمريرتين.. و هذا الفريق لديه ثاني اقوي هجوم في المجموعة برصيد12 هدفا خلف إنبي15 هدفا و الأهلي المتصدر لهذه المجموعة8 أهداف فقط أما اقوي هجوم حتي الآن في المجموعتين و الأكثر تهديفا فهو هجوم الزمالك18 هدفا اي أن الزمالك سجل اهدافا أكثر من ضعف أهداف الأهلي.. وسموحه بات له من النقاط12 نقطة خلف الأهلي و إنبي المتصدرين برصيد15 نقطة. أما الفوز الثاني فكان للأهلي علي الجونة و هو فوز حققه الأهلي بالراحة و من كرتين جميلتين كشفتا عن مخزون السرعات و المهارات داخل عماد متعب والسيد حمدي و متعب هذه الأيام منتعش ويريد ان يعود كما كان وهو قادر إذا أراد و صمم وركز في كرة القدم فقط وأهتم بمصلحته أكثر من اي شيء أخر.. ولعل هدفه في مرمي الجونة أظهر ما لديه من قدرات عالية علي التحرك و ما لديه من سرعة كبيرة تفوق المدافعين و فوق هذا مهارته و حسن تصرفه في الكرة لحظة محاولة الحارس التصدي له.. وهو ما فعله السيد حمدي بمهارة في الهدف الأول.. الأهلي خلال هذا اللقاء اضاع علي نفسه فرصة تسجيل عدد كبير من الأهدف لكن لاعبيه اكتفوا بالهدفين وهي أول مباراة للاهلي في الدوري هذا الموسم تنتهي للأهلي بفارق الهدفين الأهلي رفع رصيده ل15 نقطة من سبع مباريات و هو رصيد إنبي الذي لعب8 مباريات.. أما الجونة فهو يسير من سييء إلي اسوأ فهو لم يتجاوز حاجز الخمس نقاط و لم يحقق أي فوز حتي الآن و النقاط جمعها من خمسة تعادلات فيما لقي3 هزائم و هو في المركز قبل الأخير الذي يحتله المقاولون العرب. أما التعادلان فكانا لتليفونات بني سويف مع غزل المحلة بهدف لكل فريق ليظلا كما هما المحلة سادسا برصيد9 نقاط و التليفونات سابعا برصيد8 نقاط.. وأخيرا تعادل مصر المقاصة مع الحدود بهدف لكل فريق وهما ايضا في المركزين الرابع للحدود برصيد11 نقطة والخامس للمقاصة برصيد9 نقاط