ان المرأة هي نصف المجتمع وحاضنة لنصفه الآخر إما زوجة أو أما أو اختا أو بنتا ولا يمكن للانسان ان يقوم في الدنيا بمهمة الخلافة واعبائها التي اناط الله ب ها رقبته الا اذا كان له مساند معين يتطلع معه باداء الرسالة يشاركه فيها مهامه ويخفف عنه آلامه ويشاركه افراحه ويناصحه في الله ويصوب له افعاله, والا ماذا يفعل المرء الوحيد امام بروز المشاكل وهجوم النوائب ونزول المحن, ان استطاع ان يسد ثغرا فلن يصمد امام الآخر وسيصدق فيه قول الشاعر تكاثرت الظباء علي خراش... فما يدري خراش ما يصيد فإن لم تكن المرأة التي تقف خلف الرجل تزيده تبصيرا بنظرتها الأخري للأمور وتحمل معه همه, وتحقق معه اهدافه فلا شك ان سفينة الحياة سيصعب عليها الابحار وسيكون هذا ايذانا بدق أول مسمار في نعشها, ولهذا لم تكن المرأة بمعزل يوما عن المهام العظام للرجل وفي ديننا الحنيف كانت المرأة أول من احتوي النبي نفسيا عند نزول الوحي عليه فهدأت من روعه وبثت معاني السكينة والطمأنينة في قلبه قائلة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتعين علي نوائب الحق, وأتت به ورقة بن نوفل ابن عمها وكان امرأ تنصر في الجاهلية فأخبره النبي صلي الله عليه وسلم ما رأي, فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل علي موسي, ياليتني فيها جذعا, أكون حيا حين يخرجك قومك. واستمرت عملية العطاء والبذل لهذا الدين حتي إصرار المرأة علي الهجرة بدينها مرة إلي الحبشة وأخري إلي المدينة مفارقة الأهل والعشيرة محتملة صعوبة الرحلة ومشاق الطريق, وما دور أسماء بنت أبي بكر في نقل الطعام للرسول صلي الله عليه وسلم حين كان في الغار هو وأبوها فقطعت أسماء بنت أبي بكر, رضي الله عنهما, من نطاقها وأوكت به الجراب به سفرة الطعام صاعدة ارضا وعرة حذرة من عدو يتربص بفريسته ولهذا شرفت بتسمية ذات النطاقين ادراكا لمهمتها الصعبة التي ادتها علي اكمل وجه ولكم تقر العين ويثلج صدر المرء حينما يطالع دور المرأة المجاهدة والجندية المقاتلة أم عمارة الضاربة أروع الأمثلة في الفداء والتضحية لدينها ونبيها يوم أحد روي ابن سعد في طبقاته عن ابنها عبدالله بن زيدقال: شهدت أحدا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم , فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه فجرحت جرحا في عضدي, وجعل الدم لا يرقأ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : اعصب جرحك فعصبت له امه جرحه وقالت يا بني انهض فضارب القوم يقول لها النبي مشفقا عليها ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة! تقول أم عمارة: رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا ترس معي, ورأي رجلا موليا يحمل ترسا, فقال رسول الله: ألق ترسك لمن يقاتل, فألقي ترسه فأخذته وجعلت أترس فيه عن رسول الله حتي جرحت ثلاثة عشر جرحا ولما نظر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي جرح علي عاتقي غائر قال لابني: أمك, أمك اعصب جرحها, بارك الله عليكم من أهل البيت, لمقام أمك خير من مقام فلان وفلان, رحمكم الله أهل البيت فقالت أمي: ادع الله ان نرافقك في الجنة, فقال رسول الله: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة, فقالت: ما أبالي ما أصابني في الدنيا, بطولة تسجل للمرأة بماء الذهب في صحائف التاريخ الخالدة وصدق المتنبي حين قال فلو كان النساء كمن ذكرن.... لفضلت النساء علي الرجال. وما التأنيث لاسم الشمس عيب.. وما التذكير فخر للهلال. * لقد عظمت جنايتنا علي المرأة حين غيبت عمدا عن العمل الإسلامي في كل نواحيه وانما هذا راجع إلي الخلل الفكري في تصورنا عن المرأة وعن الادوار العظيمة التي يمكن ان تقوم بها ما أعظم مولانا الشيخ الغزالي حينما جرد قلمه للحق واقفا امام عادات وافكار متحجرة متحدثا عن هذا الخلل والفساد الفكري قائلا( المسلمون في العصر الحديث حرموا امرأة حق العبادة في المساجد ويوجد في مصر نحو سبعة عشر الف مسجد لا ترحب بدخول النساء ولم يبن في احدها باب مخصص للنساء كما فعل رسول الله حين بني مسجده بالمدينةالمنورة وهم رفضوا ان يكون للمرأة دور في إحقاق الحق وإبطال الباطل وصيانة الأمة بنشر المعروف وسحق المنكر ولم تدخل المرأة الأزهر إلا بعد تطويره الحديث مع أن النبي جعل طلب العلم فريضة علي الرجال والنساء وعندي أن إفلات النهضة النسائية من قيود الإسلام الحقيقية يرجع إلي هذا العجز والغباء) غياب المرأة هذا كان سببا في كل انواع القصور الفكري والمجتمعي والديني التي يرزح تحت وطأتها مجتمعنا فهلم لنعد أمثلة نسائية محترمة قيادية لا تقل عما ذكرنا روعة وتضحية ونفعا لدينها ومجتمعها واولادها. رابط دائم :