مع بداية الشهر القادم ومع بدء الدورة الاذاعية الجديدة يعود صوت الراحلة صفية المهندس ليشدو معلنا عودة برنامج ربات البيوت بعد انقطاع استمر أكثر من عامين, وفي التاسعة والربع من كل صباح ينطلق صوت الرائدة الاذاعية بالجملة الشهيرة إلي ربات البيوت وشكرا للسيد وزير الاعلام علي موافقته علي إعادة تقديم البرنامج الذي ظل يقدم علي مدي ما يقرب من ستين عاما, والحكاية ان صفية المهندس بدأت في أواخر أربعينيات القرن الماضي تقدم برنامج ركن المرأة حيث كان هناك العديد من برامج الأركان المختلفة ركن الريف.. ركن العمال.. ركن الشباب الخ الخ. وبعد قيام ثورة23 يوليو سنة1952 تغيرت خريطة البرامج وقدمت برامج عديدة جديدة وكان ان تغير برنامج ركن المرأة وأصبح إلي ربات البيوت في منتصف الخمسينيات وظلت صفية المهندس تقدمه باقتدار الاذاعية المتمرسة صاحبة الخبرة اهتماما بالأسرة المصرية ومناقشة قضاياها الاجتماعية والطبية والاقتصادية, وكانت الراحلة تطل علي المستمعين في مستهل البرنامج هامسة بالنصح وحل المشكلات وتقديم المشورة من خلال كلمات لا تزيد علي ثلاث دقائق ثم تتوالي بعد ذلك فقرات البرنامج التي كانت تشرف علي اعدادها وتوجه بناتها من مقدمات البرامج لتسجيلها لتقدم بعد ذلك علي مدي نصف ساعة هي زمن البرنامج اليومي وكانت الحلقة الواحدة تحتشد بالفقرات التي تعالج وتحل مشاكل الأسرة المصرية وكانت أدوات الفن الاذاعي من أغنيات ودراما ولقاءات من الفقرات الرئيسية في كل حلقة, وظلت صفية المهندس حتي وهي ترأس الإذاعة تجاهد من أجل أن يظل البرنامج متوهجا حاثة بناتها علي التجويد والتجديد وبعد أن خرجت إلي المعاش سنة1982 توالي علي إدارة البرنامج بناتها ممن أعدتهن الإعداد الجيد لتقديم البرنامج حيث أشرفت علي البرنامج بالتتابع الراحلة فاطمة محمود ثم هدي العجمي ونجوي الطوبي وشيرين غالب وأماني الصبار حتي عام2008 عندما أشرفت عليه ابنتنا إلهام سعد, ولسبب لا أعرفه كانت المفاجأة في تغيير البرنامج وإلباسه اسما جديدا تحت عنوان البيت السعيد وبالتالي أطيح بالمقدمة التي كانت المشرفات علي البرنامج مصرات علي بثها في الحلقات بصوت صفية المهندس حيث كن يخترن منها ما يلائم مقتضي الأحوال والفن وأيضا لم نعد نسمع صوت صفية المهندس وهو يقول في مستهل الحلقة أي التتر إلي ربات البيوت ونزعم ان اسم البرنامج إلي ربات البيوت كان أشبه بالبصمة المسجلة في أذن المستمع من جدات وأمهات وأخوات وبنات والأزواج أيضا. كان البرنامج أيقونة برامج الصباح في اذاعة البرنامج العام وكان مرآة عاكسة لكل ما تعانيه المرأة من عنت وأيضا ما يملأ حياتها بالسعادة والبهجة كان البرنامج مستشارا اقتصاديا وقانونيا واجتماعيا للمرأة المصرية وللأسرة المصرية, أنا شخصيا افتقدت البرنامج عندما تغير اسمه وشعرت أن صرحا من صروح الاذاعة لم يعد شامخا وانما انهار وهدمت قوائمه, والآن وقد أصبح إلي ربات البيوت علي وشك أن يصافح الأذان مرة أخري فأهلا به وسهلا ولي كل الأمل أن تكون إلهام سعد وأنا أعرف قدراتها الاذاعية سائرة علي درب الرائدة أم الاذاعيين صفية المهندس يرحمها الله. رابط دائم :