عندما تكون وزارة الداخلية صاحبة المبادرة لنشر ثقافة حقوق الإنسان في مختلف قطاعاتها وبين منسوبيها, فإن ذلك يحسب للواء حبيب العادلي الذي يتابع هذا البرنامج التثقيفي المهم والذي تحول إلي مناسبة لإدارة حوار مجتمعي حول القضايا ذات الصلة بأمن الوطن.. والمواطن. وقد آن الأوان لإعادة تلك القضايا إلي اصحابها الأصليين وان تكون الأطراف المعنية هي صاحبة الطرح الأمثل بعيدا عن ساحات الاثارة والجدل التي تسعي فقط لجذب الانتباه فضلا عن اجندات أخري سنتطرق اليها لاحقا.واعترف صدقا بأن شعورا مضاعفا بالارتياح قد احسست به لثلاثة اسباب رئيسية. أولا: ان اللقاء الذي دعيت اليه كان في سيناء وكما اشرت أمس فإن لتلك البقعة الغالية والطاهرة من أرض الوطن تثير في النفس احاسيس الفخر والاعتزاز والرهبة لأن سيناء تظل حائط الصد لأي مخططات تستهدف مصر, ولان ارضها قد ارتوت بدماء الشهداء الابرار الذين قدموا حياتهم في بطولات نادرة تجبر من تسول له نفسه الاقتراب والعبث ان يعيد حساباته ألف مرة. ثانيا: ان اللقاء يتزامن مع الاحتفال قبل أيام قليلة بذكري خالدة وهي تحرير كامل التراب المصري وعودة سيناء كاملة بعد غياب لسنوات قليلة عن الوطن الأم, وهي ذكري الانتصار الذي نحتاجه لاجتياز تحديات كبيرة لاتزال امامنا وان نستلهم من تلك الذكري المعني الذي يحاول البعض القفز فوقه وتجاهله وان الإنسان المصري قادر علي تحقيق مثل هذه الانتصارات دوما بقدراته وادائه وانتمائه. ثالثا: ان أجهزة الأمن المصرية تقدم في سيناء ملحمة بطولة كاملة لتحقيق أمن الوطن والمواطن, وليس خافيا ان هذه الأجهزة الأمنية تتعامل وبأعلي درجات المسئولية الوطنية مع مخاطر وتحديات أمنية لاتقتصر فقط علي عمليات التهريب التقليدية وإنما لمنع المتسللين من وإلي منطقة الحدود فضلا عن حماية وضمان سلامة الحدود بالوعي واليقظة والانتباه علي مدي ساعات الليل والنهار. كل ذلك دفعني للقول في بداية اللقاء مع العيون الساهرة علي أمن سيناء, بأن تحقيق الأمن للوطن والمواطن هو في تقديري المبدأ الأول والاساسي لحقوق الإنسان. بدون الأمن لاجدوي من الحديث عن أي قضية أخري, والمواطن يعود إلي بيته وكله ثقة في منظومة الأمن التي ترعاه وهي المنظومة التي جعلت من مصر الأكثر جذبا للاستثمارات الباحثة عن الملاذ الآمن في عالم تسوده الفوضي وأعمال العنف. وللحديث بقية [email protected]