بعد مرور3 سنوات علي حادث الاعتداء الاسرائيلي علي سفينة مرمرة التركية والذي قتل فيه9 اتراك لكسرهم الحصار الاسرائيلي علي قطاع غزة, جاءت زيارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتذيب بين البلدين, اذ نجح في تحقيق المصالحة في إطار جولته إلي الشرق الأوسط الأسبوع الماضي بعد اعتذار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلي نظيره التركي رجب طيب اردوغان في اتصال هاتفي, الا ان تلك الخطوة لم تحظي بقبول داخل الاوسط السياسية في اسرائيل التي وصفتها بالكارثية. وتري صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ان الاعتذار الاسرائيلي نقطة سوداء في تاريخ نتنياهو الذي ارتكب خطئا كبيرا بقبوله الاملاءات التركية, فيما يري محللون اتراك انه فخ إسرائيلي لتوريط تركيا في الحرب السورية ولضمان ثبات موقفها الرافض للنووي الايراني. وتساءلت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن سر المصالحة في هذا التوقيت, مشيرة إلي ان عودة العلاقات بين البلدين بعد قطيعة دامت3 سنوات ليس إلا انتصارا لاردوغان الذي نجح في انتزاع هذا الاعتذار وهو ما يزيد من نفوذ تركيا الإقليمي خاصة بعد قبول اسرائيل شروطها الثلاثة وهي الاعتذار ودفع تعويضات لأهالي الضحايا وتخفيف الحصار علي غزة واعترافا منها أيضا بأنها في حاجة إلي التحالف تركيا لدورها الحيوي والفعال في المنطقة. ويري محللون ان الأزمة السورية وراء عودة العلاقات بين البلدين لتخوفهما من انتشار الحرب الأهلية وامتدادها إلي خارج سوريا لتصل شرارتها إلي حدود البلدين, لذا تطلعت الولاياتالمتحدة واسرئيل للتحالف مع تركيا لاقناعها بأن تلعب دورا اكبر في المنطقة خلال الفترة المقبلة. وقد لعبت الولاياتالمتحدة دورا بارزا من وراء الكواليس حيث عمدت إلي الاستفادة من الدور التركي فيما يخص الأزمة السورية, ليس من خلال التدخل العسكري الغربي للأراضي السورية بل من خلال اقامة منطقة عازلة في شمالي سوريا تشل حركة الرئيس بشار الأسد. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قد تؤثر عودة العلاقات علي الملف النووي الايراني, اذ يقف التحالف التركي الاسرائيلي حائلا امام المفاوضات الايرانية مع القوي الكبري حيث ستستغل اسرائيل هذا التحالف في جعل انقرة ورقة ضغط علي طهران. رابط دائم :