اعتبر محلل سياسي لبناني أن حاجة إسرائيل الملحة لعلاقات قوية مع تركيا في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا دفعها للاعتذار عن الهجوم على سفينة مرمرة. وقال علي الأمين، المحلل السياسي والكاتب بصحيفة "البلد" اللبنانية إن إسرائيل "ارتأت وجوب تمتين علاقاتها الإقليمية خاصة مع تركيا"، مع "شعورها بأن المنطقة تمر بتحولات إقليمية كبرى خاصة في ظل ما يحصل في سوريا". وفي اتصال هاتفي أضاف: "في خضم جملة التحديات التي تعيشها المنطقة، قررت إسرائيل فتح حوار مع أكثر من طرف في المنطقة وعلى رأسها تركيا". واعتبر أن "الحاجة الإسرائيلية ملحة لعلاقة قوية مع الأتراك" في ظل التطورات الإقليم". ورأى أن عودة العلاقات الاسرائيلية التركية مصلحة كبرى للولايات المتحدة باعتبار ان الطرفين حليفين استراتيجيين لواشنطن في المنطقة. وقال: "لا شك أن (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما هو من دفع (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو للاعتذار". وغادر أوباما إسرائيل اليوم الجمعة إسرائيل متوجها إلى الأردن بعد زيارة بدأها أول أمس الأربعاء وتخللتها زيارة قصيرة لرام الله. وأعلنت الحكومة التركية في بيان أصدرته اليوم، تقديم نتنياهو اعتذارا لتركيا، خلال إجرائه مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدة قبول أردوغان، باسم الشعب التركي، اعتذار نتنياهو، عن الهجوم على سفينة مرمرة. وأوضحت الحكومة أن نتنياهو أبلغ أردوغان، عن سماح إسرائيل باستمرار تدفق البضائع والسلع الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية دون توقف، ما دام الهدوء مستمرا، الأمر الذي يعني أن الحظر المفروض على قطاع غزة قد تم رفعه. وبناء على ذلك تكون الحكومة الإسرائيلية قد وافقت على شروط الحكومة التركية من أجل إعادة العلاقات بين البلدين. وكانت سفينة "مافي مرمرة"، التي انطلقت من تركيا إلى غزة عام 2010، بهدف كسر الحصار المفروض عليها، تعرضت لهجوم من جانب قوات إسرائيلية أسفر عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك، وأدى إلى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل.