تعد حرفة الصيد, خاصة في المحافظات غير المطلة علي البحر والتي تعتمد علي نهر النيل من الحرف المهمشة والتي يعاني أصحابها الكثير من المشكلات التي تزيد من صعوبة الحياة بالنسبة لهم وسط حالة من التجاهل التام للمسئولين, مما أصبح يهدد هذه المهنة بالانقراض في سوهاج نتيجة لانصراف أسر الصيادين عن توارثها بعد أن أصبحت بلا مستقبل. في البداية,قال عادل محمد, إن صغار الصيادين يعانون من عدم وجود تأمينات اجتماعية لهم, حيث تقوم إدارة التأمينات بالتأمين علي أصحاب الفلايك الصغيرة كأصحاب عمل وتلزمهم بمبالغ باهظة لا يتحملها أحد منهم ويطالب بتطبيق قانون التأمين رقم112 علي أصحاب العائمات الصغيرة للتخفيف عن كاهلهم من حيث الرسوم. ويشير علي فؤاد, إلي أن هناك أعباء كثيرة علي الصياد تتمثل في ضرورة قيامه بسداد مبلغ مالي للجمعية شهريا للتأمينات حتي يتسلم معاشا ضئيلا بعد سن الستين, بالإضافة إلي أن إجراءات استخراج الرخصة تتجاوز تكلفتها أكثر من400 جنيه ويجب أن يتم تجديدها سنويا وذلك بخلاف محاضر شرطة المسطحات. وأوضح ياسر فراج, أن مجتمع الصيد يحتاج إلي رعاية وعناية خاصة من المسئولين لأسر الصيادين, من حيث العلاج علي نفقة الدولة وصرف الإعانات وحصولهم علي مساكن ووظائف لأبنائهم نظرا لظروفهم الاجتماعية والمادية المتدنية لأن الصيادين هم من أهم القطاعات التي تشارك في عجلة الانتاج وهم الجنود المجهولون المنسيون من الدولة والذين يعتمدون علي الاستدانة من التجار وحلقات الأسماك. أضاف محمد حسني, أن الصيادين يعانون العديد من المشاكل التي تحتاج إلي رعاية خاصة من الدولة, خاصة أن هناك تراجعا في أعداد المهنة واصبحت معرضة للانقراض ان لم تحظ بالرعاية الصحية والاجتماعية والفنية, مشيرا إلي أن الثروة السمكية تمثل أهمية بالغة بالنسبة للدولة ولزيادتها لابد من الاهتمام بالصيادين ورعايتهم بطريقة ملائمة. وقال محمود إسماعيل: يعيش الصيادون في جميع محافظات الجمهورية في عذاب ولا نجد قوت يومنا, خاصة بعد سيطرة هيئة الثروة السمكية علي البحيرات وعملية نقل وإحضار الزريعة والقائها داخل البحيرات مضيفا, أن إهمال الدولة لهم سبب كبير في تشريد الصيادين بعد أن سمحت منذ فترة طويلة باستخدام غزل محرم دوليا مما أدي لصيد الأسماك الصغيرة الزريعةوانهيار الثروة السمكية. يقول أشرف محمود بعد مرض والدي, تركت التعليم من أجل مهنة الصيد منذ عدة سنوات لمساعدة والدي علي نفقات الحياة لأن الصيد يوفر لنا الدخل الذي نعيش منه ويجعل لنا كرامة ونحن في قريتنا لا نعرف عملا آخر إلا الصيد والأفضل أن أخرج للصيد ولا أجعل والدي يتسول لشراء علاجه. وتضيف خيرية عبدالرحيم, يخرج زوجي للصيد من التاسعة مساء من أجل الحصول علي بضعة كيلوجرامات من السمك لبيعها في الحلقة والحصول علي قوتنا اليومي, وفي أغلب الأحيان يذهب ولا يأتي بسمكة واحدة بسبب ظروف الجو المتقلبة, وعادة ما تصيبه الأمراض ويرقد في البيت لمدة أيام ولا نحصل علي متطلباتنا اليومية, بالإضافة إلي عجزه عن شراء الأدوية, خاصة أن الدولة لا توفر التأمين الصحي للصيادين. ويقول البدري مصطفي, بعد انقراض الصيد بنهر النيل والبحيرات انقرض السمك البلدي وانتشر سمك المزارع بدلا منه فلا يكاد يخلو منه أي سوق من الأسواق, مضيفا أن هذه النوعية ليست بجودة السمك النيلي وليس لها أية فوائد أو طعم جميل فهي مثل العيش البايت وعلي رأي المثل البلدي يوكل ياسمك حتي لو كان الكيلو ب100 جنيه. يشير علي عثمان, الي أن حرفة الصيد تحتضر ولا نجد من ينقذها ويتحول الأمر من سيئ إلي أسوأ, حيث أن الصيادين يعانون معاناة شديدة مع الجهات الحكومية مثل التأمينات والثروة السمكية في الحصول علي رخصة الصيد وأن الصيادين يعانون حاليا من توقف رحلات الصيد بسبب نقص السولار, بالإضافة إلي شواطئ المحافظة التي هجرتها الأسماك بسبب التلوث الشديد وأصبحت خالية منها. رابط دائم :