هو أحد أبرز المؤلفين الموسيقيين في القرن التاسع عشر.. والذي ولد في الحادي عشر من ديسمبر عام1803 في قرية سانت اندريه في جنوب شرق فرنسا, وكان والده طبيبا راغبا في استكمال ابنه مسيرته في الحياة وأن يكون طبيبا مثله وبالفعل درس الطب في باريس وحصل علي البكالوريوس عام1824 ولذا لم يتلق برليوز تعليما موسيقيا احترافيا منذ صغره واقتصر تعليمه علي حضور الحفلات في أوبرا باريس كما كان دائم الحضور لمكتبة الكونسيرفتوار ليدرس المدونات الموسيقية.. وبعد أن استمع إلي بعض مؤلفات جلوك وبيتهوفن قرر تعلم الموسيقي بشكل جاد علي يد الأستاذ ليسيور الذي أعجب بعبقريته الموسيقية وبالفعل بدأ أول مؤلفاته علي يديه ثم ترك الطب نهائيا وصارح والده بهذا القرار ووافقه الأب شريطة أن يكون موسيقيا ناجحا.. واستمر برليوز في عمله بالموسيقي وساعده والده في البداية وعندما لم يشعر بنجاحه توقف عن هذه المساعدة وظل هو باحثا عن وظيفة لسد حاجاته فعمل بالتدريس بشكل خاص وأيضا كمدرب لفريق الكورال وفي نفس الوقت ظل يبدع مؤلفاته الموسيقية.. ومن أهم أعماله هارولد في إيطاليا للفيولا والأوركسترا والذي كتبه بناء علي رغبة المؤلف الإيطالي نيكولو باجانيني وعمله الدرامي الرائع لعنة فاوست ومن أشهر مؤلفاته علي الإطلاق والتي اقترن بها اسمه في ذاكرة أي موسيقي هي السيمفونية الخيالية أو كما أسماها فترة من حياة فنان والتي احتوت علي فكرة عامة مسيطرة علي كل حركات السيمفونية والتي تعبر عن مشاعره وأحاسيسه الشخصية خلال قصة الحب التي ربطته بالفنانة الممثلة الايرلندية هاري سيمثون التي أحبها حينما رآها تمثل في إحدي مسرحيات شكسبير ويمثل هذا العمل مرحلة هامة في تطور الكتابة الأوركسترالية في العصر الرومانتيكي حيث فتح به آفاقا جديدة لاستخدام الموسيقي في التعبير والتصوير في سابقة غير معهودة, كما استخدم بعض التقنيات الحديثة في الكتابة للأوركسترا مما جعلها في حد ذاتها تجديدا وخروجا علي المألوف.. وقد تأثر بأسلوبه الموسيقي بعض المؤلفين المعاصرين له وعلي رأسهم فرانز ليست والذي استخدم الفكرة المسيطرة علي العمل في السيمفونية الخيالية وطورها وأصبحت القصيد السيمفوني الذي يتكون من حركة واحدة يسيطر عليها موضوع بعينه مثل قصيدة شعر أو لوحة أو قصة, أما المؤلف الثاني هو ريتشارد فاجنر والذي استوحي فكرة اللحن الدال التي سيطرت علي عدد من مؤلفاته من السيمفونية الخيالية أيضا; حيث رمز لبعض الشخصيات أثناء وجودها علي المسرح ببعض الألحان الموسيقية التي تتكرر عند ظهور الشخصية.. وترك لنا برليوز أيضا كتابا من تأليفه في أسلوب الكتابة الأوركسترالية يعد من أهم المراجع الموسيقية حتي الآن. وكما كان مبتكرا في الفكرة المميزة للسيمفونية الخيالية فقد كان يحلم أيضا بأوركسترا خيالي يتكون من أعداد كبيرة جدا للبحث عن ألوان صوتية جديدة وبراقة مستحدثة لم تكن موجودة من قبل, كما أدخل بعض الآلات في تكوين الأوركسترا مثل الهارب والكورنو الإنجليزي.. فهو بحق مبدعا خياليا وظل هكذا إلي أن توفي في الثامن من مارس عام1869 عن عمر يناهز السادسة والستين متأثرا بموت ابنه الوحيد.. وترك لنا ميراثا موسيقيا حقيقيا منثورا في الربرتوار العالمي. [email protected] رابط دائم :