نشأت صباح في بيئة غير سوية ليس للقيم فيها معني في وسط غابت عنه الفضائل وتركت لرغباتها العنان بلا ضابط أو رابط في أسرة مفككة ضائعة.. فالأب لم تشغله رعاية أسرته منشغلا في عالمه الخاص به وسهراته مع أقرانه تاركا عائلته في بحر الظلمات. ولم تستطع الأم بمفردها قيادة السفينة لبر الأمان وعانت كثيرا في تربية صباح في ظل غياب الأب. عاشت صباح في هذه الأجواء وتعودت علي الخروج بلا رقيب أو حسيب فارتبطت بعلاقات مشبوهة ومحرومة مع شباب الحي حتي أصبحت سيرتها تلوكها الألسنة. وبدأت تفكر في الارتباط بزوج يبعد عنها الشبهات ينتشلها من الأوضاع السيئة يأتي علي حصان أبيض وتحقق لها ما ارادت وتزوجت ورزقت بطفل وعاشت حياة هادئة إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ونشبت الخلافات سريعا بينهما وساءت العلاقة الزوجية ولم تجد لها حلا حتي وصلت الي الطلاق. وبدأت مرحلة جديدة من حياتها باحثة عن الحنان والأمن اللذين لم تهنأ بهما وعاشت تتشوق لهما الي ان تعرفت علي أحد الشباب وبدأت تعمل لديه في كافتيريا ملكه وبعد فترة عادت مع شيطانها للمحرمات ونشأت مع عشبقها علاقة. وانزلقت في مستنقع الرذيلة وأصبحت الكبائر صغائر مألوفة اعتادت عليها وغرقت في الضياع لاهثة وراء شهرتها ونزواتها الدنيئة حتي دفعت ثمنا غاليا لايعوض. وفي صبيحة ليلة من ليالي الأنس الحمراء ارضعت الأم صغيرها ثم توجهت الي الكافيتريا لمباشرة عملها تاركة الصغير مع عشيقها الذي أزعجه بكاؤه وصراخه فسيطر عليه الشيطان وجن جنونه من الطفل ذو العامين الباحث عن صدر أمه وحامل اسكاته وتهدئته الا ان الغضب تملكه وتعدي عليه بالضرب المبرح وألقاه علي الأرض عدة مرات ولكن صراخ وبكاء الصغير لم يهدأ فازداد جنون من يرتع في الحرام ولايعرف الرحمة, فلكم وجهه بالضربات في جانب رأسه فأصيب بنزيف حاد وفقد النطق. وعندما عادت الأم تلحق مافاتها من ساعات الحرام انتبهت الي عدم سماع صوت رضيعها فسألت العاشق عنه وفوجئت به يصرخ بغضب شديد طالب منها الذهاب الي المستشفي لعلها تجد من ينقذ الصغير الذي لم يسكت إلا بضربه, طار عقل صباح وشل لسانها واتسعت عيناها ذهولا ونظرت الي الصغير ملتاعة ولكن عويل وصراخ رفيق الحرام وتحذيره ووعيده لا تفتح فمها مما حدث وإلا نالها منه مكروه.. حركها بسرعة واتجهت الي المستشفي. وحملت رضيعها وضمته ساكنا مرتعدة لاتطيق النظر في وجهه الساكن ومشت في بطء ومر عليها شريط حياتها لياليها الحرام التي انتهت بها تحمل طفلها ميتا. كان اللواء جمال عبد العال مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء حسن السوهاجي بورود اشارة من مستشفي مبرة المعادي باستقبالها الطفل/ عمار إ.م عمر سنتين( توفي اثر اصابته بكدمات بالرأس وسحجات بالوجه والظهر) وبسؤال والدته قررت اصابة نجلها بنزلة برد وأنها قامت باعطائه أحد الأدوية المسكنة واكتشفت عقب ذلك وفاته ولم تشتبه في الوفاة جنائيا وبتوقيع الكشف الطبي بمعرف مفتش الصحة ورد التقرير يفيد بعدم الجزم بسبب الوفاة ورد تقرير الصفة التشريحية يفيد وجود أثار رضية واحتكاكية بالرأس والجسم, ووجود آثار عقر آدمي بالرأس والصدر والذراع الأيمن وحدثت الوفاة نتيجة نزيف دماغي. وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء عصام سعد مدير ادارة المباحث الجنائية قاده العميد علاء السباعي رئيس مباحث قطاع جنوب وباعادة مناقشة والدة المجني عليه قررت بتعرض نجلها لصعق كهربائي حال عبثه باحدي وصلات الكهرباء, مما أدي الي وفاته. وباجراء التحريات وجمع المعلومات أمام العميد هشام لطفي مفتش المباحث أمكن التوصل الي ان والدة الطفل ترتبط بعلاقة غير مشروعة بمالك الكافتيريا محل عملها ويدعي أمام.أ.م35 سنة, وانه دائم التردد عليها بمسكنها والمبيت معها وانه وراء ارتكاب الواقعة. بمواجهتها, بما توصلت اليه التحريات الفحص عدلت عن أقوالها وقررت انها توجهت للكافتيريا محل عملها وتركت الطفل بصحبة عشيقها وعن عودتها للمنزل فوجئت بالطفل في حالة اعياء فتوجهت علي الفور, حيث تقابلت مع صديقها أسفل العقار واصطحبا الطفل للمستشفي, حيث فارق الحياة قبل وصوله وقامت باختلاق الواقعة خشية افتضاح أمرهما. وعقب تقنين الاجراءات, أمكن ضبط المتهم وبمواجهته أمام المقدم محمد العسيلي رئيس مباحث المعادي أيد ما جاء بأقوال الأم وأضاف انه استيقظ علي بكاء الطفل فحاول تهدئته الا انه استمر في البكاء فتعدي عليه بالضرب وألقاه علي الأرض عدة مرات, مما أدي الي وفاته. رابط دائم :