جاءت تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التي أدلى بها لصحيفة "ذى اتلانتيك" الأمريكية بمثابة لطمه على وجه العلاقات المصرية الأردنية التى باتت على المحك بعد الانتقادات التى وجهها للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك رؤساء بعض دول الشرق الأوسط وقيادات العشائر الأردنية وجهاز المخابرات العامة فى بلاده، وهو ما وضعه فى مأزق كبير، ويهدد بشرخ فى علاقاته مع دولة كبرى فى مكانة مصر لأن اهانة رئيسها واقعة س يسجلها التاريخ. وكان عاهل الأردن اتهم الرئيس محمد مرسى بأنه سطحي لا يمتلك القدرة على ادارة بلد كمصر، وان جماعة الإخوان المسلمين "ماسونية" يختبئ قادتها الذئاب فى ثوب حملان، لتثير ضجة كبيرة فى الشارع المصرى الذى اعتبرها اهانة قد تتسبب فى شرخ كبير فى العلاقات بين البلدين. ولم يتوقف الأمر بل وصف رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان بالمنفرد بالسلطة، مما دفع الديوان الملكي إلى انكارها واعتبارها مغالطات تعمدها الصحفي المحاور اليهودى الأصل للوقيعة بين مصر والأردن. وجاعت اتهامات العاهل الأردنى لشيوخ العشائر الأردنية والمخابرات والأسرة المالكة وجماعة الإخوان المسلمين الذين توعد بعدم السماح لهم بالوصول إلى الحكم وان هذه هى معركته الكبرى لتثير بلبلة داخل الشارع الأردنى الذى اعتبر خطاب الملك جنونيا ويهدف إلى خلى اعداء للأردن الذى يمر بمرحلة حرجة للغاية. ولم تكن التصريحات التى نشرت على لسان الملك تحمل حقائق معكوسة، كما يقول ديوانه الملكى لأن موقف الملك واضح من البداية ولا يحتاج إلى تكذيب آذانه كثيرا ما يردد تلك الاتهامات فى الأحاديث المغلقة، إنما الإدلاء بها علانية فى ذلك الوقت يقصد به صرف النظر عما يحدث فى الأردن من وقائع فساد متعمدا إلصاق التهم بغيره، وهو ما أكده خلال مقابلته اذ ألقى بمسئولية المظاهرات وأعمال العنف التى تقع فى البلاد على كاهل جهاز المخابرات الذى يغرق البلاد فى مستنقع الفوضى وكأنه المسئول الأول. ويأتي اتهامه لإخوان الأردن بأنهم أصحاب فكرة وأهداف شريرة وانه سيقف أمامهم للحيلولة دون وصولهم للسلطة ليشعل غضب الشارع الأردني الذى يناصر حكم الإخوان بعد سنوات طويلة من الفساد الذى عاشوه فى ظل حكم العائلة المالكة وليكون بمثابة اعتراف منه بتزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة لصالح نواب محسوبين على النظام، من اجل الحفاظ على بقائه على كرسى المملكة التى ورثه دون اى عناء، كما انه يرسخ كلام المتظاهرين بتجاهل النظام لمطالبهم ورفضه اجراء اى إصلاحات. ويرى محللون ان اهانة الملك عبدالله للرئيس مرسى اهانة لمصر وشعبها، مشيرين إلى أن الموقف المصرى تجاه نصرة القضية الفلسطينية واضح منذ زمن طويل، كما ان النظام الأردنى الذى يتودد لإسرائيل موقفه معروف تجاه القضية لكن من منظور اخر، حيث يرى ان الفلسطينيين هم من أضاعوا فرص السلام لنشرهم الفوضى والتعدي على إسرائيل التى وصفها فى خطابه بأنها الحليف الأكثر أهمية فى المنطقة بل وان العلاقات معها "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه. وتأتى تلك التصريحات كوصمة عار على جبين الأردن الذى له تاريخ طويل من الخيانة لم يمحها التاريخ بعد ان تلطخت ايدى ملوكه بدماء العرب والمسلمين، اذ قالت صحيفة "هارتس"، الإسرائيلية ان الأردن كان له دور كبير فى نكسة 1967 المعروفة بحرب الأيام الستة، حيث قامر ملك الأردن - الملك حسين وقتها - بمصر وسوريا فى سبيل خدمات بقائه بعدما شعر ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يحاول إسقاط المملكة الأردنية واستبدالها بجمهورية فتودد لإسرائيل من أجل إقصاء الأردن من أى حرب محتملة. رابط دائم :