في فراشها ترقد ساكنة بلا حراك منذ أيام طويلة تغيب عن الوعي طوال النهار وتتعلق بالدنيا من خلال خيط رفيع يشتد أحيانا فيكاد تنقطع معه كل أسباب الحياة ويرتخي في أحايين أخري فيتجدد معه الأمل في أن تفيق من غيبوبتها التي لا تنقطع..!! بالقرب من فراش نادين تجلس الأم معتصرة القلب تنبس شفاها بأيات القرآن الكريم ودعاء لا ينقطع لعل رحمة المولي سبحانه وتعالي لا تتخطي ابنتها نادين التي كانت فتاة جميلة حالمة ترسم للمستقبل أحلاما كبيرة منذ أن دخلت الجامعة ولكنها الأقدار التي أرادت لها أن تدخل المستشفي للعلاج من كسور فبقيت بالعناية المركزة تعاني غيبوبة مستمرة لا يعرف الأطباء سببا لها ولا علاجا للخروج منها..!! * لم تتوقع ابنة التسعة عشر ربيعا أن تقضي أجمل أيام صباها طريحة فراش المرض في غيبوبة نتيجة رد فعل مفاجئ اثر جرعة مخدر أثناء إجرائها عملية لرتق كسر بالحوض...!! * بدموع حارة تهدج صوت شوقي محمد الحسيني صيام كبير مدرسي اللغة العربية بالمدرسة الإعدادية الحديثة بالمنصورة قائلا: ابنتي نادين مثال للفتاة المطيعة الهادئة حسنة الخلق وهي الوسطي بين شقيقيها الاكبر رامز الطالب بكلية الهندسة ولميس طالبة بالثانوي وقد التحقت نادين بكلية التربية النوعية لتمارس هوايتها الفنية وكانت فرحة بعامها الأول وملأت البيت بالسعادة والفرح إلي أن اتي يوم مشئوم قررت فيه نادين مساعدة والدتها في أعمال المنزل وكانت الأقدار تترصدها فما أن وقفت في الشرفة علي كرسي لتنظفها حتي إختل توازنها وسقطت من الطابق الخامس. * وترفق بها كف الرحمن فقد خفف المولي عز وجل من وقع وخطورة السقوط من مكان مرتفع حيث تلقفتها حبال الغسيل بالدور الثاني مما قلل من وقع سرعة السقوط إلي الأرض. ولكن سقوطها أسفر عن كسر في عظمة الفخذ اليسري وكسر في الحوض وتم نقلها إلي مستشفي الطوارئ علي الفور حيث تم إجراء جراحة بفخذها اليسزي وكانت بحمد الله جراحة ناجحة ولكن قرر الأطباء لها عملية أخري بعد ثمانية أيام لرتق كسر بالحوض. * وهنا انهمر الأب باكيا ومن بين فيض دموعه قال إن نادين كانت في حالة عصبية شديدة يوم العملية الثانية وهذا جعلني مترددا في الموافقة علي اجراء العملية ولكن في النهاية رضخت لرغبة الأطباء أملا في شفاء ابنتي ودخلت نادين غرفة العمليات في الساعة الثامنة وعشر دقائق مساء..!! * وهنا التقطت والدة نادين طرف الحديث ومن خلال دموعها قالت فاطمة محمد عبده كبيرة معلمي لغة عربية: بعد ثلاث ساعات داخل غرفة العمليات فوجئنا بالطبيب يقول لنا أن نادين اصيبت برد فعل غير متوقع من البنج. وأضافت الأم لا أعرف هل توقف قلبها أم لا ولا أعرف أيضا ما حدث لها خلال الثلاث ساعات كل ما أعرفه أنه لم يتم إجراء الجراحة لابنتي بعد إصابتها بغيبوبة.....!! * أكد لنا نائب مدير المستشفي أنه سيتم التحقيق بالواقعة فيما يباشر الدكتور محمد سلطان رئيس العناية المركزة الإشراف علي حالتها ولكن مضي قرابة الشهر ولم تتحسن حالتها قط.. المشكلة أننا لا نعرف ما الحل وهي تذبل يوما بعد الأخر فانا لم ادخل منزلي منذ دخلت نادين المستشفي وأعيش تحت قدميها بالعناية المركزة بالمستشفي. * وعن حالتها الصحية تقول الأم تم وضعها علي أجهزة صناعية لقياس رد الفعل يوميا ومعرفة حالتها وقياس درجة التحسن التي تطرأ عليها وببريق من أمل ملأ عينيها قالت الأم ابنتي تقوم بفتح عينيها وتغلقهما فقط وتتغذي صناعيا وكلي رجاء في شفائها وأتمني أن يكون هناك مكان يعالج حالة ابنتي لننقذها فنحن جميعا نعيش في عذاب لا نعرف نهايته ليس أمامنا الآن غير الأمل خاصة وأن الفريق الطبي المتابع لحالة نادين يتابع ردود فعل حالتها بدقة ولكن نظراتهم حزينة.. منكسرة تدل علي صعوبة شفائها من غيبوبتها. الدقهلية رشا النجار رابط دائم :