لا أدري لماذا لم يأخذني الانتساب إلي هذه الفئة المكسورة من اعضاء الوسط الفني.. ذلك لأني ربما كنت مرتبطا بالعمل في شركة لم ترد ان تتركني للانخراط الكامل في الوسط الفني ولكني اقدم الان ثلاثة نماذج من الفنانين الذين تأثروا كثيرا بمعاملة الفنانين والاصدقاء.. واصبحت لديهم عقدة من العلاقة التي نشبت بينهم وبين اصدقائهم.. فعلي مساحة صفحتين كاملتين في جريدة مستقلة قرأت أقوال بعض الفنانين المرضي والذين طال بهم العمر حتي عجزوا عن ممارسة الانشطة المحببة إلي قلوبهم وتبينت مشاعر اكثرهم الذين تألموا من غياب الوفاء الذي يلازم الصداقة الحقيقية.. ولاني عشت عمرا في هذا الوسط ولم اخرج منه بصداقة حقيقية استطيع ان اعترف باني لم اندهش من حسرة الفنانين علي ما يلاقون من تجاهل اصدقاء الامس الذين كانوا علي صلة قوية بهم ذلك لانه للاسف وسط مصالح بالدرجة الاولي تحكمه المراءاة والنفاق وإن اردت التبسيط وعدم التجريح نقول المجاملة.. وسط يكثر فيه محبوك طالما انت علي الطريق ويمتدحك الكثيرون طالما كنت متوهجا ومرغوبا.. اما اذا أفل نجمك واصابك الوهن فلن تجد واحدا يسأل عنك.. ولماذا يسأل وانت لا تعنيه في شيء ولن تنفعه أو تفيده؟.. أحد هؤلاء الفنانين اصابته جلطة في المخ أثرت علي نطقه وحركته يقول عن مؤلف سينمائي شهير هذه الايام انه كان بمثابة الخل الوفي حيث كانا متلازمين في العمل والسهر والاسر .. يقول انه لم يعد يراه او يسمع صوته يطمئن علي حاله.. ولانه أي الممثل يري في وجود المؤلف عونا له علي سرعة شفائه لشدة الحب الذي كان بين الاثنين فقد طلب من زوجته ان تدعوه لزيارته ولما تأخر عن المجيء تطوعت ابنة الفنان بالاتصال به لاخباره بحاجة والدها لرؤياه.. ومع ذلك فقد آثر المؤلف ان يترك صديقه الفنان وحيدا في محنته. * الثاني فنان كوميديا عمل معظم عمره الفني في فرقة الريحاني ولانه كان ثاقب البصيرة حصيفا مثل لاعب الكرة الدمياطي رفعت الفناجيلي الذي لعب للاهلي ورأي ان عمره الرياضي مهما طال فسوف ينتهي فعمل علي ادخار مواردة واستثمارها حتي لايحتاج لاحد بعد عجزه عن الحركة.. وعندما اصابه المرض واعجزه عن الحركة كانت الغلة كافية لئلا يمد يده للغير طالبا المساعدة وظل المؤثر الوحيد علي نفسيته هو تجاهل الوسط الفني له وعدم السؤال عنه من زملاء الامس. * الثالث واحد من ممثلي الفكاهة ينتقل بين المستشفيات لحاجته الدائمة للرعاية الطبية لانه من النوع الذي اسرف علي نفسه ولم يحتط لمثل هذا اليوم الذي تتواري فيه عافيته كان كثير العمل كثير السهر لا يعطي جسده حتي انهار ولم يعد قادرا علي الحركة وهو أيضا ينعي الايام الجميلة التي كان ينعم فيها بالصحة والمحبة والوفاء اللذيذ. تلك بعض حالات من الفنانين الذين جأروا بالشكوي من انعدام الاخلاص في وسط عز فيه الخل الوفي.. ولو انهم فطنوا إلي حقيقه العلاقات فيه لما اصابتهم الحسرة ولما خيم عليهم الندم علي حسن ظنهم في زملاء الدرب [email protected]