رصد المهندس حاتم صالح وزير التجارة الخارجية والصناعة عدة حقائق حاول من خلالها تصحيح المفاهيم المغلوطة من وجهة نظره والسائدة في المجتمع حاليا ووسائل الاعلام. فبعد أن اعلن الوزير تدشين اكبر منطقة صناعية عربية في مصر في حضور الدكتور محمد الفقي رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشوري والمهندس أحمد جلال الدين رئيس جمعية الاعمال والاستثمار الدولي ايبيا والمهندس أحمد السويدي رجل الاعمال حرص الوزير علي تحديد بعض المفاهيم التي يرغب في أن يعقد المؤتمر الصحفي علي اساسها, منها ان الوزير طلب من الصحفيين ان تكون اسئلتهم لوجه الله دون التلميح أو اشارات من شأنها اطفاء الأمل الذي ينتظره المواطن المصري من المنطقة الجديدة, مشيرا الي انها ستسهم في توفير نحو40 ألف فرصة عمل لشباب الخريجين وتجذب7 مليارات جنيه لاقامة50 مصنعا جديدا علي ارض مصر يبدأ تشغيلها بعد عام ونصف العام من توقيع العقود المقرر لها الاسبوع المقبل. وقال الوزير الذي فضل ان يكون كلامه بدون ورقة رسمية باعتبار علي حد قوله ان ما يخرج من القلب يدخل مباشرة الي القلوب إن اقامة المنطقة السورية الجديدة في مصر لا تعني فقط ضخ استثمارات جديدة أو إيجاد فرص عمل للشباب أو زيادة الانتاج وإنما الأهم في مدلول هذه الخطوة ان مصر ستظل حضن الامة العربية وان سوريا هي علي حد قوله أخويجمعنا حب له اصول تاريخية كبيرة. واشار الي أنه يعتبر نفسه وزيرا للصناعة في مصر وسوريا وذلك بالمعني الأخوي وليس بالمفهوم السياسي, موضحا اننا نعيش هذه اللحظات حلما علي ارض الواقع وليس شعارات. ورفض حاتم صالح القول بان الاستثمارات السورية او غيرها ستكون علي حساب استثمارات اخري, لافتا الي أن مصر تفتح ابواب استثماراتها للعرب أولا ثم الأجانب دون تمييز دولة علي أخري. من جانبه, قال الدكتور محمد الفقي رئيس لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس الشوري إن المنطقة الجديدة بمثابة كسر لحالة الجمود التي نشهدها حاليا, مشيرا الي أننا نعيش حالة جنائية مكتملة الاركان من بعض الساسة في المجتمع وان الاقتصاد المصري المصري قادر علي تجاوز المرحلة وان افضل ما في ثورات الربيع العربي انها وحدت الأمة. وأكد الفقي أن مجلس الشوري لن يخرج تشريعا واحدا الا اذا كان في صالح الشعب, مشيرا الي أننا أعلنا منذ البداية وبوضوح شديد اتجاه الدولة نحو اقتصاد حر يشجع القطاع الخاص مع مراعاة حقيقية للبعد الاجتماعي. وقال في رده علي أحد التساؤلات: لا مصادرات و لا تأميم وان الذي يشرع للشعب حاليا هم من اختارهم الشعب ونسعي لجذب الاستثمارات بكل شفافية لصالح مصر. وأعلن المهندس حاتم صالح بدء اجراءات انشاء منطقتين صناعيتين مخصصتين للاستثمارات العربية بمدينتي العاشر من رمضان وبدر الصناعية حيث سيتم البدء بالمنطقة الصناعية, الاولي بمدينة العاشر من رمضان علي مساحة مليون متر مربع وباستثمارات مبدئية تصل الي نحو مليار دولار ومن المقرر ان يتقدم اكثر من50 مستثمرا سوريا وعربيا لانهاء اجراءات التعاقد مطلع الاسبوع الاول, كما سيتم خلال الشهور المقبلة انشاء المنطقة الصناعية العربية الثانية بمدينة بدر علي مساحة750 مليون متر مربع واستثمارات تصل الي نحو1.5 مليار دولار, لافتا الي ان المستهدف ان تستوعب المصانع الجديدة نحو40 الف عامل مصري وستقوم الوزارة بتوفير العمالة المدربة لهذه المشروعات من خلال برنامج التدريب من اجل التشغيل الذي تتبناه الوزارة. واشار الوزير الي ان انشاء المنطقة الصناعية العربية يأتي في اطار المبادرة التي تتبناها الوزارة منذ6 اشهر تحت عنوان مصنع جديد والذي يستهدف تشجيع جذب المصانع من الدول الخارجية في عدد من الصناعات الكثيفة الاستخدام للعمالة والقليلة الاستهلاك للطاقة وعلي رأسها صناعات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة, وكذلك تشجيع خلق شراكات بين هذه الشركات والشركات المصرية في القطاعات المستهدفة لتقديم فرص جديدة للشركات المصرية للتوسعات وايجاد اسواق خارجية جديدة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها في الوقت الراهن, لافتا الي اهمية الدور الذي قامت به جمعية الأعمال والاستثمار الدولي( إيبيا) بالتعاون مع الوزارة للترويج للمشروع حرصا منها علي جذب الاستثمارات وذلك في إطار خطة الجمعية لجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية حيث تكللت هذه الجهود التي استمرت6 أشهر وتخللها العديد من الاجتماعات المشتركة بين الجمعية والوزارة ورجال الأعمال العرب عن طرح مشروع المنطقة الصناعية العربية في منطقتي العاشر من رمضان وبدر. واوضح صالح ان الوزارة حريصة علي تقديم مزيد من الحوافز والمزايا لجذب الاستثمارات الاجنبية وخاصة العربية للاستثمار في مصر وهو ما كان له اكبر الاثر في حركة التنمية الصناعية خلال المرحلة الماضية الي جانب تدعيم العلاقات الثنائية بين مصر ومختلف الدول العربية. واشار الدكتور احمد جلال الدين رئيس ايبيا إلي ان المنطقة الجديدة ستستوعب العديد من المصانع السورية وذلك كجزء من المساندة التي تقدمها مصر شعبا وحكومة للوقوف الي جوار المستثمر السوري بصفة خاصة والشعب السوري بصفة عامة للخروج من ازمتهم ومساعدتهم في الحفاظ علي استثمارات خاصة خلال هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا. كما لفت الوزير الي ان مبادرة مصنع جديد تنفذها الوزارة بالتعاون مع جمعيات رجال الاعمال ومؤسسات المجتمع المدني لتسهيل استقبال المصانع الراغبة في نقل بعض انشطتها الي مصر والدخول في شراكات مع شركات مصرية, ومساعدتهم في ايجاد الشريك المصري. رابط دائم :