حيانا يصدمك تصريح صحفي لمسئول, ولا تجد له تفسيرا إلا أن صاحبه إما يريد إظهار شيء يراد إخفاؤه أو إخفاء شيء ما تكشفت ملامحه بصورة لم يخطط لها سلفا أو محاولة السيطرة علي ما تطاير من معلومات بنفس حالة الفوضي التي تسود مصر كلها وساعتها لا يمكنك أن تحدد ماذا يريد المسئول ؟ أ وتكون الإجابة كالسؤال لغزا بلا حل أو تفسير! عن تصريحات المستشار أحمد مكي في الغربية أمس أتحدث فقد نسب له موقع' اليوم السابع' أن رئيس الجمهورية طلب منه منذ توليه منصبه ألا يظلم أحدا وانه لذلك يهتم بتحقيق العدل لكل الناس', ولا أري أن تطبيق العدل كان يحتاج إلي توصية من الرئيس لأن مكي قاض والقاضي رمز العدل ويتضاعف ألف مرة لو كان مع مستشار عاش حياته داعيا وممثلا وقائدا لتيار الاستقلال. وفي سبيل تحقيق سيادته للعدل كموقف تاريخي أو حتي حسب نصيحة السيد الرئيس قال مكي:'' اتصل بي وزير الداخلية وقال لي إن التقرير المبدئي لتشريح جثة محمد الجندي أكد أن الوفاة نتيجة حادث سيارة, وطلب مني أن ينشر هذا الخبر في بيان, إما من النيابة العامة أو من الطب الشرعي, واستقبحت الاتصال بالنيابة أو بالطب الشرعي, وأذعت الخبر بنفسي' هذه هي العدالة وهذا هو الإنصاف يا معالي المستشار فالنيابة العامة لا تعترف بالأدعاء والطب الشرعي لا يعرف التقارير المفبركة ولا يعترف بها ولو حدث ذلك لكان قبحا لا يدانيه قبح أما موقف المستشار مكي فكان انتصارا للعدالة علي طريقته بالتأكيد علي أن ما أبلغه به وزير الداخلية وليس ما تلقاه من النيابة العامة ولا الطب الشرعي مجرد تقرير مبدئي. وزاد المستشار مكي في عدله وعدالته سواء كانا بالمفهوم القانوني القضائي أو السياسي الأمني بأن' أهل الشهيد الجندي تسلموا الجثة وأن بوسعهم إعادة تشريحها أو عرضها علي من يريدون من الأطباء,وأن العبرة بالتقرير النهائي', وكأنه سيعترف بما يصدر عن أي جهة غير الطب الشرعي من تقارير أو حتي ما يصدر عن أي لجنة لم تشكل بأمر النيابة أو قاضي التحقيق أو قاضي المحكمة. المهم أن المستشار مكي أفرط في عدالته وفي صراحته مع وزير الداخلية بتأكيده حسب ما نسبه الموقع بأنه لم يحدث أي اتصال بين المستشار مكي وبين أحد, سواء في الطب الشرعي أو في النيابة العامة, والأكثر أهمية أن يقطع المستشار بأن السبب في ذلك هو' حرص وزير الداخلية علي إذاعة الخبر إذ كان يتردد أن الجندي مات نتيجة تعذيب وصعق بالكهرباء, وأن هذا سيؤدي إلي اندفاع الناس نحو مديرية الأمن والمحافظة'. ومثلما لا نعلق علي أحكام القضاء, لن أعلق علي عدالة المستشار مكي ويكفي أن يقطع القاريء بأن الرجل هو رمز العدل والعدالة, ولا حول ولا قوة إلا بالله العادل! رابط دائم :