إنني في حيرة من أمري ماذا أكتب أو أقول لأصدقائي وزملائي من الموسيقيين في هذه الأحوال التي لاتسر عدوا أو حبيبا أكثر من سنتين توقف الإنتاج الإذاعي والتليفزيوني وتوقفت الحفلات وحتي الإستديوهات الخاصة في حالة ركود تام وجميع المتعاملين من البلاد الشقيقة والذين كانوا يسجلون أعمالهم في الإستديوهات المصرية توقفوا عن الحضور وكان في الموسم الصيفي تمتليء الشوارع بالإعلانات والأفيشات وفي الأعياد وحفلات شم النسيم وحتي الأفراح والمحلات العامة والكازينوهات أصابها مرض الخوف وعدم الاطمئنان قال لي أحد الزملاء أنت تكتب في الأهرام المسائي إكتب وقول أن الموسيقيين بدأوا في بيع ممتلكاتهم وأحوالهم في النازل وإعانة النقابة لاتكفي والنقابة تحاول إيجاد فرص للعمل ولكن لاتكفي وتتحمل النقابة أعباء كثيرة إعانات ومعاشات وعلاجات والموارد ودخل النقابة أصبح قليلا لتوقف كثير من المنشأت السياحية عن العمل والبعض توقف أو تهرب من دفع الرسم النسبي الذي يمثل دخلا مهما وكبيرا لصندوق النقابة( الإعانات والمعاشات) وحتي أصحاب الأعمال وكبار المنتجين وكبار الفنانين توقفوا عن التبرع للنقابة وهكذا أغلقت الأبواب والمطلوب فتح جميع الأبواب والتفكير في علاج لهذه الحالة والنقابة في مرحلة إنتقالية وخصوصا بعد خلع النقيب لأسباب تخص صحة العضوية وبعض الشئون المالية, والنقابة درع واق لكثير من الموسيقيين وعندما أقول الموسيقيين أقصد كل أبناء المهنة من عازفين وملحنين ومؤلفين وموزعين ومطربين ومطربات والكورال. وتختلف نقابة المهن الموسيقية في عضويتها عن باقي النقابات المهنية بأن نقابة المهندسين( خريج كلية الهندسة) ونقابة الأطباء( خريج كلية الطب) وهكذا باقي النقابات أما نقابة الموسيقيين فلا تشترط هذا لأنك تجد عضو نقابة يحمل درجة الدكتوراة وزميلا له لايحمل اي نوع من انواع الشهادات( يادوب بيفك الخط) وهذا الأمر يجب أن يكون محل دراسة وخصوصا أن البند الأول في القانون يقول( الإرتقاء بالمهنة والعاملين بها) ويحملني الأخوة الموسيقيون عدم اهتمام أجهزة الدولة وأجهزة الإعلام وخصوصا وزارة الثقافة بوضع الخطة أو الحل لمشاكلهم الحياتية وفتح الأبواب والاستديوهات المغلقة وإقامة المهرجانات والحفلات لأن هذه المهرجانات والحفلات هي القوي الفاعلة التي تخفف حالة العنف التي يعيشها المواطن المصري العنف أصبح سيد الموقف بغير حق وليست هذه طبيعة المصريين والفن وخصوصا الموسيقا والغناء عامل مهم في الراحة النفسية والراحة المزاجية لكل البشر الفن عموما رسالة وليس من الكماليات بل هو مطلب جماهيري لأنه يحرك فينا الإصرار علي التحدي للذين يقومون بمهاجمة الفنانين والفنانات والمسئولون لايعاقبون المتشددين الذين يحرمون الموسيقا ووصل بهم الأمر لإلغاء نشيد الصباح في المدارس ولايحترمون السلام الوطني ولايقفون إحتراما كما هو متبع ولايقدر علي تقديم الفن الجيد إلا أجهزة الدولة الرسمية إذاعة وتليفزيون وتوقفهما عن الإنتاج يضعهما في دائرة الإتهام وخوفهما من أصحاب الذقون المتشددين وهذه مهمة وزارة الثقافة أن تقف أمام كل المهووسين وأصحاب الرؤية المتخلفة ومهمة المحررين والصحفيين في كتاباتهم والثورة قامت من أجل البناء والتقدم للأمام وليس الرجوع للخلف الأغنية المصرية كانت تعتبر قنبلة فنية تدوي ويسمع صوتها في كل مكان في الأمة العربية أزمة الموسيقا والموسيقيين تنذر بالخطر وعلي أبناء المهنة التفكير في مشروعات تسمح بالعمل وأن يكون هناك موقف وطني لكبار المطربين والملحنين والموسيقيين في تقديم العون الفني والمادي وهذا واجب عليهم وأخيرا أقول( أعطني زمام الموسيقا وأنا أعطيك شعبا سليما حكيما) والله ولي التوفيق رابط دائم :