بعد مشوار طويل من الكفاح عاشه الفنان حسن أبو السعود كموسيقار وكنقيب للموسيقيين ، توفى صباح يوم الثلاثاء 17/4/2007 عن عمر يُناهز 58 عاماً ، إثر إصابته بهبوط مفاجئ بالدورة الدموية ، حيث كان يُعانى طوال حياته من سمنة مُفرطة ، تسببت فى إصابته بعدة أزمات صحية مفاجئة على مدار السنوات الماضية منها القلب وضغط الدم والسكر ، وقدم خلال هذا المشوار العديد من المُساهمات للفن والفنانين والعديد من الخدمات لنقابة الموسيقيين ، حينما تولى منصب النقيب عام 2003 . الراحل متزوج وله ولد وبنتان ، وتولى منصب نقيب الموسيقيين المصريين على مدار دورتين متتاليتين بدأت الأولى فى عام 2003 ، والثانية فى مارس 2006 ، بعد صراع قوى مع الملحن حلمى أمين ، الذى طعن فى النتيجة قضائياً لكن المحكمة رفضت الدعوى ، وعُرف عنه دفاعه عن حقوق النقابة أو ما وصفه البعض بكرامة الموسيقيين ، إذ وقف ضد أى شخص يزاول الغناء أو يصدر شريطاً غنائياً إلا بعد أن يحصل على تصريح من النقابة ما لم يكن عضواً بها .
وشهدت فترة توليه لرئاسة النقابة بعض الأزمات الشهيرة ، أهمها المتعلقة بالمطربة روبى والمطربة شيرين عبد الوهاب فيما يخص تعاقدها مع منتجها السابق نصر محروس ودفع مستحقات النقابة لديها ، واستصدر أبو السعود قراراً بمنع شيرين من الغناء حتى تسوية الأزمة التى تم تصفيتها بمقر النقابة بعد تعهد شيرين بإقامة حفل خيرى لصالح أعضاء النقابة ، وكذلك مشكلة النجم الشاب تامر حسنى الذى تصالحت معه النقابة ومنحته عضوية النقابة العاملة ليتمكن من مُمارسة نشاطه الفنى بدون معوقات .
وكان للراحل أثر كبير على تحسين أداء نقابة الموسيقيين ، حيث رفع معاشات الأعضاء أكثر من مرة وعمل على إيجاد مصادر دخل مختلفة من خلال العمل على تحصيل كل مستحقات النقابة من الحفلات الجماهيرية ، والتى كان آخرها حفل المطربة الكولومبية شاكيرا بمصر ، الذى أثير بشأنه لغط كثير حول نسبة النقابة من قيمة تعاقدها ، هذا بالإضافة إلى العديد من الطموحات التى كان يريد تحقيقها أبو السعود لنقابة الموسيقيين ، حيث كانت هناك فكرة بناء أول نادى للموسيقيين فى مصر ، بعدما خُصص له قطعة أرض لبنائه بمنطقة المنيل ، سيحتوى على قاعة لإقامة الحفلات الموسيقية الكبرى ، بالإضافة لقاعة أخرى تُخصص لاحتفالات أعضاء النقابة ، وناد اجتماعى وترفيهى للأعضاء ، وكانت فقط فى انتظار الموافقة على ترخيص البناء للبدء فوراً ، على أساس أن يتم البناء من دخل حفلات غنائية لكبار الفنانين المصريين والعرب ، بل والاستفادة من دخل هذه الحفلات فى دعم صندوق الإعانات والمعاشات بالنقابة أيضاً .
ويعتبر أبو السعود - رحمه الله - من الموسيقيين العصاميين الذين بدأوا حياتهم من الصفر ، حيث عمل فى بداية مشواره عازفاً بالأفراح الشعبية على آلة الأكورديون إلى أن واتته الفرصة للعمل فى اليابان ، وذلك من خلال عزفه مع فرقة " رضا للفنون الشعبية " ، وقد تعلم حسن أبو السعود على يد مدرس يابانى أصول الموسيقى الغربية وقضى فترات بين لندن وباريس وهو ما ساعده على مزج إيقاع الموسيقى الغربية بموروثه الشرقى ، فقد م ألحاناً تمزج بينهما ، وقدم الراحل فى السبعينات ألحاناً لبعض أغنيات المطرب الشعبى أحمد عدوية ، ومنها " بنت السلطان " و " راحو الحبايب " و " قرقشنجى دبح كبشه " ، التى كتبها مأمون الشناوى ، كما لحن لآخرين منهم محمد الحلو وهانى شاكر وعلى الحجار وإيهاب توفيق ونانسى عجرم وخالد عجاج .
حسن أبو السعود كانت له العديد من المُشاركات فى الأفلام السينمائية من خلال موسيقاه التصويرية تجاوزت 60 فيلماً سينمائياً ، من أهمها " العار " و " سلام يا صاحبى " و " جرى الوحوش " للمخرج على عبد الخالق و " بطل من ورق " و " البيضة والحجر " إضافة إلى الموسيقى التصويرية لمسلسلات تليفزيونية ، منها " عائلة الحاج متولى " و " عيش أيامك " و " لن أعيش فى جلباب أبى " ، وغيرها من الأعمال الناجحة ، كما أثار الكثير من الأزمات بسبب ألحان قدمها لمطربات على رأسهن اللبنانية هيفاء وهبى والتونسية نجلا . وكانت لأبو السعود مواقفه الحازمة ، حينما أبدى استياءه من أسلوب تنظيم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ، وأعلن اعتراضه على فئات جوائزه ، وأكد أن عدم تخصيص جائزة للموسيقى التصويرية للأفلام يعتبر تهميشاً لقيمة الموسيقى التصويرية ، على الرغم من أنها عامل أساسى وراء نجاح أى فيلم ، وأنه لا يجوز لإدارة المهرجان أن تضم أى فيلم سينمائى تقوم موسيقاه على مختارات من موسيقى عالمية ، والموسيقى التصويرية من المفترض أنها من اختصاص الملحنين ، ولا يجب أن يُشارك فيها ما يطلق عليه المُعد الموسيقى .