هل لدي الإعلام مشكلة مع الحكومة؟ أعتقد نعم هناك مشكلة.. بل مشكلات عديدة, ليس من بينها حالة احتقان أو خصومة.. وانما مشكلة اتصال, استخدام الحكومة لمتحدث رسمي, واستخدام بعض الوزراء لناطق رسمي.. وآخرين لمستشارين صحفيين لم يحل المشكلة بل زادها تعقيدا. كبار السياسيين في الغرب يستخدمون خبراء علي مستوي راق في العلاقات العامة.. يرسمون لهم صورة ذهنية لدي الناس.. لدي الناخبين.. قد لا تكون حقيقية.. لكنها السياسة, الكل يسعي في السياسة الي تحسين صورته.. أما نحن فنبدو كمن يستخدم شخصا عديم الكفاءة لأداء مهام عظيمة بدون معرفة أو المام بواجبات الوظيفة. رسم السياسات ووضع الخطط لها والتعامل مع وسائل الإعلام وتشكيل الرأي العام لا يعتمد علي الفهلوة.. إنما يعتمد علي الحرفية لا تقتصر المسألة علي ارتداء بدل جيدة أو ربطات عنق من ماركات باريسية.. وانما يتعلق الأمر بالقدرة علي التنفيذ.. القدرة علي الإصلاح.. ثم بلورة هذا الانجاز وتقديمه للناس في صورة ملائمة. لذا نري دائما الحكومة في حالة معاناة.. قد تختلف عن معاناة المواطن. الحكومة تحقق إنجازات علي الأرض.. لا ينكر ذلك إلا جاحد أو غير موضوعي.. لكن لا أحد بقادر علي بيع هذه الانجازات للناس أو الدفاع عنها. الأحزاب في أوروبا تلجأ الي شركات علاقات عامة راسخة مهمتها تمهيد الطريق أمامها لنيل ثقة الناخبين.. في دوائر اللوبي الأمريكي بالكونجرس هناك أصحاب مصالح معترف بهم لديهم خبراء علي أعلي مستوي يتوافر عندهم خبراء لدراسة المشكلات ولاقتراح الحلول. أما لدينا فلا أحد قادر علي تقديم ذلك. اذا لم يتوافر رئيس مجلس الوزراء للرد علي استفسار فلا يمكن العثور علي أحد من مساعديه لتوفير اجابات مقنعة للصحفيين. الصحف ووسائل الإعلام من حقها أن تحصل علي المعلومات.. ومن حق الحكومة والأجهزة التنفيذية أن توجه رسائلها الإعلامية بطريقتها المناسبة. حكومتنا مازالت تعمل بالطريقة الشيوعية: قرارات تصدر وتنفذ.. وجمهور لا حق له في المعرفة. وصراخ علي الطرفين.. الحكومة تشكو.. والشعب يشكو أيضا. [email protected]