ثلاثة أسابيع أو أكثر مضت علي لجوء ناس لرصيف البرلمان و مقر الحكومة للشكوي من أوضاعهم الوظيفية المتراجعة و دخولهم المتدنية, و حياتهم الصعبة. ناس التحفوا بالسماء تقيهم الشمس نهارا و البرد ليلا, التزموا النظام و القانون, فقط جهروا بالشكوي مما يتعرضون له في حياتهم و الحكومة غائبة عنهم منشغلة بالاقتصاد الكلي والتنمية الوطنية متناسية أن هناك ناسا يعيشون حياة مختلفة. متي ستنزل الحكومة إلي الناس علي الرصيف المحاذي لمقرها لتستمع منهم و تعرف حقيقة معاناتهم؟ أم تكتفي بتقارير تتلقاها من ضمن تقارير أخري عن باقي قضايا الوطن. التقارير الصحفية المنقولة عن مجلس الوزراء تقول ان الحكومة نقلت نشاطها إلي القرية الذكية لتتحاشي رؤية المحتجين المعتصمين ببابها, والتقارير تقول أيضا ان الوزراء برئيس المجلس دخلوا مقرهم أول من أمس من الباب الخلفي لتجنب الناس. هل معني ذلك أن الحكومة تعلن خشيتها من مواجهة الناس أو لقائهم ؟! هل تقول الحكومة انها أضعف من مواجهة مطالب الناس ؟ هل تؤكد الحكومة تجاهلها لما يدور حول بيتها؟ أسئلة عديدة و غيرها تثيرها مواقف الحكومة في مواجهة أزمة بسيطة لا تتجاوز مشكلات قطاعات محدودة من المواطنين لهم مطالب معيشية أغلبها إن لم يكن كلها بسبب السياسات الحكومية و غياب الدور الشعبي لها. ماذا ستفعل الحكومة لو واجهت ازمات أعمق, أو مشكلات أكثر تعقيدا, او لو واجهت إحتجاجات شعبية واسعة' لاقدر الله'. هل ستتجاهل الأمر برمته, وتعتبر أن مايحدث لايمت بصلة للوطن؟ لا أقصد الإهانة أو التقليل, فالحكومة تبذل مجهودات عظيمة في ميادين أخري كثيرة, تبدو ثمارها واضحة في العديد من اوجه حياتنا اليومية, غير أن رد الفعل حول الإحتجاجات الأخيرة أعطي انطباعا سلبيا عن علاقة الحكومة بالناس. متي تنزلي يا حكومة من عليائك التكنولوجي و تختلطي بالناس؟ [email protected]