عنده قلب, عنده عقل, عنده أعصاب.. هذه هي خصائص القيادة عند جمال مبارك. عاطفة وطنية, تلهب حماسه, للاندفاع نحو أعقد القضايا وأصعب المشكلات, عاطفة حب تربطه ببلده, بجذوره, بزمنه, بأهله, بناسه, بأحلامهم, بطموحاتهم, بمطالبهم, برغباتهم في التغيير, بأشواقهم نحو الأفضل. عقل واسع, مطلع, لديه هندسة غريزية, يدرس بها القضايا, يضع الحدود بين العموميات والتفاصيل, بين الأهداف والوسائل, يفرز الأولويات ويعيد ترتيبها, طاقة عقلية تستوعب التفاصيل, صافية لا يلحقها تشويش ولا تعكير, لا تخلط عليه القضايا, لا ترتبك أمامه جذور المسائل, لديه قدرة فائقة علي تتبع الأزمات من نشأتها, إلي تطورها وتفاعلها, ولديه قدرة مماثلة علي إدارتها سعيا نحو حلها, تزدحم القضايا في الواقع, وفي الملفات, وفي الساحات العامة, ولكنها لا تزدحم في عقله, إنما تتجاور, يضع مسافة معقولة بينه وبينها, بما يسمح له برؤيتها من كل جوانبها, ليكون هو صاحب المبادرة في الاقتراب منها, في التحكم فيها, في التعامل معها. لديه القدرة علي إثبات أن العقل الإنساني هو السيد هو الفاعل هو المتحكم هو صاحب القرار. أعصاب قوية. منشأها واصلها قوة التسامح.. قوة الثقة في الذات.. قوة النظر للرأي الآخر باحترام.. قوة الاعتماد علي المنطقة.. قوة الاستقامة الأخلاقية والأمانة في تحمل المسئوليات العامة.. قوة المصارحة مع الذات والآخر.. قوة الصدق في الاعتراف بالواقع.. قوة الإيمان بالإنسان. بالمواطن.. بالوطن.. قوة الإيمان بالحرية, بالديمقراطية, بحقوق الإنسان, في نبرة هادئة تليق بجلال القضايا, وتعبر عن قدر من احترام الذات, دون انزلاق نحو المزايدة, ودون انسياق في موجات النفاق المحلي والدولي الذي يركب ظهر الديمقراطية. هذه هي خصائص القيادة عند جمال مبارك, كما تتجلي للمراقب المحايد. وقد استمعت إليه, يعرض وجهات نظره, ويستمع إلي وجهات نظر الآخرين, في دأب, وجلد, ومثابرة يحسد عليها علي مدي خمس ساعات متواصلة.