وكأن ال7.2 مليار دولار التي سددتها( ليبيا القذافي) كتعويضات لأسر قتلي الطائرة الأمريكية بان ا التي تم تفجيرها فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية عام1988 ذهبت أدراج الرياح! القضية التي شغلت الرأي العام العالمي لسنوات انتهت باعتراف نظام القذافي بمسئوليته عن التورط فيها عام2003 وتسليمه عبدالباسط المقرحي المتهم الوحيد المدان في الحادث للسلطات الاسكتلندية لمحاكمته عام2001 والذي توفي في وقت لاحق بعد الإفراج عنه لأسباب صحية رغم الحكم عليه بالسجن مدي الحياة, فضلا عن دفع تعويضات خيالية مبالغ فيها تقدر بأكثر من26 مليون دولار للضحية الواحدة. اسكتلندا والولايات المتحدةالأمريكية شكلتا معا فريقا مشتركا من ضباط الشرطة والمحققين الاتحاديين من البلدين لاستكمال جهود التحقيق في القضية, والتقوا عددا من المسئولين الليبيين في طرابلس منذ أيام لإجراء مباحثات جديدة حولها فيما لا أجد تسمية له إلا محاولة ابتزازجديدة. الوفد الأمريكي المكلف بإعادة فتح التحقيق شدد علي ضرورة تركيزه علي التعريف بالأشخاص الآخرين المتورطين في هذا العمل الإرهابي الذي دعمته ليبيا من ربع قرن!! أما المسئول القانوني الاسكتلندي فرانك مالهولند فأكد أن الهدف من الاجتماعات التوصل إلي أرضية وفاقية حول طريقة إحراز تقدم في هذا المجال! اسكتلندا تصر دائما علي أن التحقيق في القضية لا يزال مفتوحا! إلي متي؟ لم تحدد! يبدو أننا أمام هولوكوست جديد, قضية لا تسقط بالتقادم ولا بالتعويضات ولا بالاعترافات ولا بتحمل المسئولية الجنائية ولا بتسليم الجاني الوحيد المشتبه بارتكابه الجريمة ولا بموته ولا بموت الرئيس المتورط فيها ولا بذهاب نظامه كله بثورة دموية شاملة. ماذا يريد الأمريكيون والاسكتلنديون؟ إعادة إحياء القضية؟ والبحث عن متورطين جدد؟ ثم المطالبة بتعويضات جديدة؟ ما هذا الابتزاز الرخيص؟ ماذا دفع الغرب لضحاياه في العراق وأفغانستان, لكي يطالب بالتحقيق في قضية أغلقت من10 سنوات؟ وماذا دفع الإسرائيليون لضحاياهم الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين في اعتداءات ومجازر موثقة بالصوت والصورة في حروب مستمرة منذ65 عاما؟ وما التعويضات التي حصلتها تركيا لضحاياها علي السفينة مرمرة الذين قتلتهم إسرائيل في المياه الدولية؟ يبدو أن علينا واجب المطالبة بحقوق شهدائنا ضحايا الاحتلال الغربي في القرن ال20 وضحايا التعذيب في سجون العفولة ومجدو وأبو غريب وجوانتانامو وغيرها.. فالتسامح في حق هؤلاء الشهداء مع حكومات غربية لا تعرف التسامح جريمة لا تغتفر. [email protected] رابط دائم :