في خطوة قد تعصف ب اتفاقية عنتيبي التي رفضت مصر والسودان التوقيع عليها لاضرارها بأمنها المائي وسط ترقب من دولة جنوب السودان, دعت دراسة مائية, مصر إلي تبني تقسيم مبادرة حوض النيل إلي دول النيل الأبيض والأزرق والتي تكون إثيوبيا عضوا في الثاني دون الأول الذي ينبع من خارج أراضيها ويلتقي في الخرطوم مما يسهم في حصر المشاكل التي يمكن أن تتولد بين عدد أقل من الدول خاصة ان إقامة السدود في هذا الجزء ستكون بالأغلبية المطلقة وتنازل مصر عن حق الفيتو. ويقول الدكتور نادر نورالدين استاذ الموارد المائية بزراعة القاهرة, صاحب الدراسة إن دول النيل الأزرق ستصبح أربع دول فقط وثماني دول فيما يخص النيل الأبيض, علي أن تظل السودان ومصر مشتركة في كلا الحوضين للظروف الجغرافية دون إثيوبيا التي تشترك في النيل الأزرق فقط. وأضاف: عمليا ومائيا تتعامل مصر مع حوضين منعزلين تماما وغير متصلين فدول النيل الأزرق تضم إرتريا وإثيوبيا والسودان وبالتالي فإن مبدأ تبادل المنافع أو تلاشي الأضرار غير موجود كليا بين دول الحوض ولكن يخص الدول الأربع فقط ووقتها يمكن الموافقة علي أن تكون إقامة السدود في هذا الجزء بالأغلبية المطلقة وتتنازل مصر عن حق الفيتو. وأوضح نادر ان شئون مياه النيل الأبيض, حيث تبادل المنافع وتلافي الأضرار ستقتصر بين دوله فقط التي يجري بينها وهي كينيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وبوروندي والكونغو والسودان ومصر من حيث سبل إدارة المياه واستقطاب الفواقد ومنع الإهدار وإقامة سدود توليد الكهرباء أو تخزين المياه للري بين هذه الدول فقط وبعيدا عن إثيوبيا التي ليس لها شأن مطلقا مع النيل الأبيض سوي البحث عن دور في القارة الافريقية مستغلة نهرا يتحد خارج أراضيها مع النهر الآخر القادم من الدول الاستوائية لتكوين النيل الموحد والذي قدر الله وحده فقط أن يجتمعا في الخرطوم. وشدد نور الدين علي أن تقسيم دول حوض النيل إلي دول حوض النيل الأبيض والأزرق أفضل بكثير بدلا من التلويح بالحروب واستغلال إثيوبيا لدول منابع النيل الأبيض دون أن يكون لها فيها ناقة ولا جمل كما حدث في اتفاقية عنتيبي التي تم التوقيع عليها بشكل منفرد واعترضت عليها مصر والسودان لتهديدها الأمن المائي لدول المصب. من جانبه, أكد الدكتور مغاوري شحاتة رئيس الجمعية العربية للمياه ان أن تقسيم دول حوض النيل إلي دول الحوض النيل الازرق والابيض كان يصلح في وقت مبكر قبل توقيع اغلب دول حوض النيل بقيادة إثيوبيا علي اتفاقية عنتيبي ولكن سبق السيف العزل لان بالاتفاقية أصبحت تجمع دول الحوض الجنوبي حتي وان لم يكن لبعض هذه الدول مصلحة في روافد النيل الأزرق.