هذه الأزمة فرصة للتدريب علي حل الأزمات بالتعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة لمواجهة ما قد يأتي من أزمات قد يكون أكثر حدة عندما ضاقت السبل بماري انطوانيت من شكوي الشعب من عدم وجود الخبز, اقترحت عليهم أن يأكلوا بدلا منه الجاتوه تري ماذا كان يحدث لو أن ماري انطوانيت موجودة هذه الأيام في ظل أزمة اللحوم ؟ ولننطلق من الجانب الساخر في الطرح إلي المناطق الجادة فيه. في البداية لا يمكن وضع موضوع أزمة اللحوم علي ذات المستوي مع أزمة في أي مواد أساسية كالخبز أو الأرز أو الزيوت مثلا فأي أزمة في مثل هذه المواد هي أزمة لا ينبغي التهاون معها, أيضا لا يمكن التعامل مع اللحوم باعتبارها بسكويت ماري انطوانيت, فهي ليست ذلك الترف الذي يمكن أن ننصح الناس بالابتعاد عنه ولا يمكن أيضا أن نعيد إلي الذاكرة تلك القصيدة القديمة لشاعر لا أذكره, والتي يقول مطلعها: ' عن موضوع الفول واللحمة صرح مصدر قال مسئول إن الشعب المصري عموما من مصلحته يقرقش فول' تظل اللحوم احدي المواد الغذائية الأساسية في قائمة غذاء المصريين حتي لو تفاوتت مستويات الاستهلاك, وبالتالي فإن المصادر المسئولة وليست غير المسئولة عليها أن تتوقف لدراسة حقيقية لأسباب هذه الازمة, وعلي الجهات المختلفة التي لها علاقة بهذه القضية أن تتحدث معا, وأن تفكر معا وأن تتعاون معا كنوع من التغيير لنجد وسيلة للتعامل مع هذه الأزمة, التي حتي لو لم تكن أزمة في سلعة استراتيجية بالمفهوم الحرفي للكلمة, إلا أنها سلعة مهمة لدي كل المصريين علي مختلف فئاتهم, وبمستويات مختلفة. ليس لدي تقييم لمدي جدية أو مدي تأثير قرار مقاطعة اللحوم الذي قادته بالأمس غرفة المنشآت الحكومية في1300 مطعم ومنشأة خاضعة لإشراف الغرفة, ولكنه تحرك يعبر عن رغبة لدي بعض أطراف المجتمع للتعبير عن الانزعاج من تلك الزيادات غير المفهومة وبالتالي غير المرغوبة. هذه الأزمة أو المشكلة كما ذكرت هي فرصة للتدريب علي حل الأزمات بالتعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة لمواجهة ما قد يأتي من أزمات قد يكون أكثر حدة. ولا أتمني أن يخرج علينا مسئول من أحفاد ماري انطوانيت ينصح المصريين باستبدال الريب آي أو سيرلوين أو نيويورك ستريب أو أنجوس.. وأظنها أنواع لحوم مستوردة باللحوم البلدية أو الأثيوبية.