أو كما عرف ب داود حسني والذي أبدع في جميع ما قدمه خلال مشواره الفني.. حيث ولد في السادس والعشرين من فبراير عام1870 ونشأ في حي الجمالية بالقاهرة والتحق بمدرسة الفرير وانضم إلي فريق الغناء بالمدرسة وكان والده عاشقا للفن الموسيقي ويجيد العزف علي آلة العود لكنه لم يرد لابنه العمل في المجال الفني.. ولكن ظل داود يحفظ الأدوار والموشحات ويسمع باهتمام للتراث المصري الغنائي ومختلف أنواع الموسيقي الشعبية وأيضا القرآن الكريم والتواشيح الدينية مما جعل لديه ذاكرة زاخرة بالموسيقي الشعبية والتراثية أفرزت إبداعات فيما بعد. وعمل داود في مكتبة لتجليد الكتب ومن خلالها تعرف علي إمام الموسيقيين محمد عبده الذي تنبأ له بمستقبل واعد في الفن.. ومن شدة حرصه علي التعلم وسؤاله الدءوب عن أفضل الأساتذة حتي توصل لمحمد شعبان معلم المطرب عبده الحامولي في مدينة المنصورة فتوجه إلي المدينة وظل بها عامين حيث درس علي يديه أصول وقواعد الغناء والمقامات الشرقية والعزف علي آلة العود ثم بدأ مشواره الفني بالغناء بأسلوب عبده الحامولي والشيخ عبد الرحيم المسلوب.. وبعد أن التقي بالملحن الكبير محمد عثمان شهد له بالكفاءة والعبقرية الغنائية وسعد بمشاركته الغنائية في فرقته وكان يحرص علي تقديمه للجمهور بنفسه حتي أطلقوا عليه( الفنان ذو الأذن الذهبية).. وبعد ذلك احترف داود حسني التلحين وتدرج من الألحان الخفيفة والطقاطيق والتي اشتهرت إلي اليوم من خلال المزج الرائع لألحانه ببعض التيمات اللحنية من الفولكلور الشعبي الراقص مما ساعد علي رواجها وجعلها سهلة الترديد لدي العامة, ثم الموشحات والمواويل وأيضا الأدوار والتي تأثر فيها كثيرا بأسلوب تلحين أدوار محمد عثمان وسار علي نهجه وخاصة ما استحدثه من حوار أو تبادل لحني بين المطرب والكورس الغنائي, كما كان لاستخدامه بعض التراكيب المقامية ذات الأصول الفارسية والتركية والأندلسية بجانب المقامات الشرقية أثر جيد علي تميز ألحانه عند جمهوره.. وأخيرا اتجه للمسرح الغنائي ولحن مجموعة كبيرة من الأوبريتات كان أشهرها صباح والليالي الملاح والشاطر حسن.. وقد حاول جاهدا تحديث أساليب التلحين الموسيقي إلي أن انطلق بأكبر عمل فني فاجأ به الجمهور المصري وهو تلحين شمشون ودليلة أول أوبرا مصرية المأخوذة قصتها من الكتاب المقدس( العهد القديم) تأليف بشارة يواكيم وهي تعتبر ترجمة أو تعريبا لنفس عنوان الأوبرا التي قدمها المؤلف الموسيقي الفرنسي كاميل سانس صانس ولكن برؤية مصرية.. ثم تلاها داود بعمل أوبرالي آخر هو ليلة كليوباترا والتي ألفها الناقد الفنان حسين فوزي.. وبذلك استطاع داود حسني أن ينقل فن الأوبرا من العالم الغربي إلي مصر. كما ساهم في جمع التراث الموسيقي القديم من أدوار وموشحات مع زميليه كامل الخلعي والشيخ درويش الحريري.. وتتلمذ علي يديه أيضا كثير من مطربي ومطربات عالم الغناء الذين حققوا شهرة واسعة فيما بعد مثل زكي مراد وابنته ليلي مراد ونجاة علي وآمال الأطرش والتي أطلق عليها هو اسم أسمهان, وغني له نجوم الطرب آنذاك حيث شدت أم كلثوم بمجموعة من ألحانه وأيضا صالح عبد الحي, عبد اللطيف البنا, منيرة المهدية, فتحية أحمد وليلي مراد. وظل يبدع داود حسني علي مدار عقود من الزمان إلي أن وافته المنية في ديسمبر عام1937 تاركا لنا ميراثا موسيقيا متميزا وخالدا.