خرج محمود من المدرسة فرحا بإنتهاء يوم ثقيل وودع زملاءه علي أمل لقاء جديد في صباح اليوم التالي و كعادته بعد خروجه من مدرسته الإعدادية وقف مليا يتأمل الفراشات والعصافير الملونة في زراعات البرسيم متنسما رحيق أزهار النباتات وبينما هو كذلك في الطريق الترابي إلي المنزل توقفت سيارة علي الطريق وطل منها رجل بدا مألوف الملامح له وناداه طالبا منه ركوب السيارة. تردد محمود مليا ولكنه ترك هواجسه وهو علي مشارف الحادية عشرة يريد أن يكون رجلا ضد أي موقف قد يعرضه للأذي وبعد برهة كان قد انطلق مع رجلين والسائق رابعهما في السيارة إلي مجهول. شعر محمود بأنه نام لبرهه بعد ان أفاق من غفوته ليجد نفسه في منزل شبه مهجور كتلك البنايات التي يقيمها الفلاحون لماكينات الري أو المواشي وسط الزراعات و وجد الرجل الذي ناداه يخبره بالصدمة التي وقعت عليه كالصاعقة قبل غروب الشمس بلحظات وعلم بعد إشارات من الموجودين في المكان أنه مختطف. تذكر محمود تأنيب والده حين تأخره و بشاشة وجوه أصدقاءه عن لقائه غدا في المدرسة وكذلك أقاربه الأقوياء من الشباب المسلحين الذين كثيرا ما شاهدهم يحملون الأسلحة ويطلقون النيران ابتهاجا في المناسبات السعيده وتمني لو أغمض عينيه برهة وفتحهما ليجد الجميع حوله ولكن كلما فكر عاد مجددا إلي المنزل المهجور وإلي قصة الخطف التي كثيرا ما حذروه منها وكأنهم كانوا علي علم بالغيب. اتصل الخاطفون أمام محمود بأسرته وبعد يومين كانت الفدية قد وصلت إليهم بعد أن أجروا عدة اتصالات هاتفية مرة لسماع صوت نجلهم ومرات للتفاوض حول المبلغ المطلوب وبعد التوصل لنقطة لقاء كان المبلغ المطلوب بحوزة أحد أتباع الخاطفين وكان محمود بعدها بدقائق بين أحضان والديه. لم يكن رجال المباحث في غفلة عما يجري تحت سمعهم وأبصارهم من اتفاق واتصالات ولقاءات وكانت كل خطوة مرصودة بعناية ولكن للحرص علي حياة الطفل ظل الجميع يراقب من بعيد بعيون متوثبة حتي حانت اللحظة وبعد تسليم الفدية سقطت الأقنعة وتكشفت الحقائق لينفرط عقد العصابة بسقوط متهمين منهم اعترفا علي باقي افرادها ليصبح أعضاؤها6 من محافظتي قناوسوهاج وتبين أنهم اعتادوا إرتكاب حوادث الخطف مقابل الفدية بين قناوسوهاج. كان اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج قد تلقي بلاغا من حربي مقيم بقرية خارفة بجرجا بخطف نجله محمود وتلقيه اتصالا هاتفيا من شخص مجهول أخبره بأنه موجود بالطريق الصحراوي الغربي تم تشكيل فريق بحث ضم المقدم خالد فراج رئيس مباحث المركز باشراف العميدين محمود العبودي والحسن عباس رئيس ومدير المباحث الجنائية بالتنسيق مع رئيس فرع الامن العام للمحافظة لكشف ما وراء الواقعة اسفرت جهود البحث من خلال التحريات وجمع المعلومات وتجديد المصادر السرية الموثوق بها عن ان وراء ارتكاب الواقعة تشكيلا عصابيا ضم مصلح47 سنة عامل ونافر43 سنة عامل والسابق اتهامه في18 قضية متنوعة والسيد وهاني30 سنة تاجر وتزعمهم شخص يدعي الوحش. تم ضبط المتهمين الاول والثاني وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع المتهمين الهاربين وهما علاء والوحش. تم تحرير محضر بالوقعة واخطرت النيابة التي قررت حبس المتهمين4 أيام علي ذمة التحقيق وامرت بسرعة ضبط المتهمين الهاربين وتولت التحقيق.