الشذوذ هو الخروج عن المألوف ومخالفة القواعد والسير عكس الاتجاه. يمكن اعتباره مرضا يجب علاجه إذا تعارض مع الفطرة السليمة. في الموسيقي يقال للصوت غير المتناغم مع المقطوعة( نشاز), يسهل علي أي أذن ملاحظته لأنه يفسد العمل, وفي الحياة العملية يعد الشذوذ مقدمة لتدمير المنظومة الأخلاقية والإدارية التي تؤدي إلي تفسخ المجتمع من خلال بث الفوضي في أرجائه. فالشاذ مدمن لخرق القوانين والقواعد التي تحفظ النظام. الشاذ يرفض إتباع المسار الطبيعي. والسرطان يبدأ بخروج خلية واحدة في الجسم عن مسارها الطبيعي محدثة فوضي في باقي الخلايا وتنقل إليها العدوي لتخرج هي الأخري عن المسار حتي يتكون الورم الخبيث وهو غير قابل للعلاج.. وينصح الأطباء باستئصاله علي الفور حتي لا يدمر الجسم كله. والشذوذ الجنسي حالة من الخروج علي المألوف ورفض الفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها. كل الأديان السماوية حرمته لتأثيره المدمر علي المجتمعات, ومع ذلك فهو موجود.. شئنا أم أبينا. الشواذ جنسيا يمارسون شذوذهم في المجتمعات الإسلامية علي استحياء وفي الخفاء لعلمهم بأن سلوكهم مرفوض لتعارضه مع الدين و المبادئ الأخلاقية والنخوة, وفي الغرب يفاخر الشواذ المجتمع بشذوذهم باعتباره حقا واختيارا خاصا وحرية شخصية. احتفلت هيئة الإذاعة البريطانية أمس في تقرير بثته علي موقعها الإلكتروني بمواطن أفغاني يعمل صيدلانيا لكتابته مذكراته الشخصية كشاذ, ووصفت تلك المذكرات بأنها تتسم بالصراحة الشديدة, وأشارت في التقرير إلي أنه تحدي التقاليد الأفغانية التي تعاقب علي ممارسة الشذوذ بالموت لتبرير نشره الكتاب في كندا التي اختارها ليهاجر إليها بعد أن أصبح غير قادر علي البقاء في بلده الأصلي أفغانستان هربا من التعليقات السلبية التي كان يتلقاها من جانب أصدقائه وأقاربه. التقرير يبدو مجرد خبر عادي عن كتاب, غير أن الطريقة التي تمت بها صياغته تكشف ترحيبها بمحتواه وكأنها دعوة صريحة للشذوذ, مع ملاحظة أنه اعتبر المذكرات تحديا للتقاليد الأفغانية دون التطرق للجانب الإسلامي في الموضوع مع التركيز علي المعاناة التي تعرض لها هذا الأفغاني الشاذ خلال طفولته في بلاده بسبب مشاعره الشاذة, وخوفه من الفضيحة التي قد تؤدي إلي محاكمته بالسجن أو الموت والذي اعتبرته إجحافا. إذا كان الغرب يحل الشذوذ ويرحب بالشواذ.. فلماذا لا يفتح لهم باب الهجرة باعتبارهم أبطالا يتحدون القيم والمبادئ بما يتناسب مع سياساتهم, أما تمجيد الشواذ المسلمين وتصويرهم علي أنهم رواد وأوائل فدعوة وراءها ما وراءها.. رابط دائم :