انتهي يوم دراسي ثقيل علي قلب الطلاب في المدرسة الابتدائية وخرج الجميع فرحين بعد سماعهم جرس نهاية اليوم وفوجئ الطفل الصغير بابن عمته يناديه وكأنه ينتظره خارج أبواب المدرسة فأقبل إليه باسما وتلاقت الأذرع في جو من الألفة غير المعتادة بينهما. سلم الصغير نفسه طواعية إلي الشاب ومشي معه في طمأنينة واصطحبه في سيارة أعدها خصيصا له بمساعدة أحد أصدقائه بمدينة الصالحية الجديدة. لم يشعر الطفل لحظة بأنه يمكن أن يكون الأداة التي سيستخدمها نجل عمته في لي ذراع والده بسبب خلافات الميراث التي بينهما ولكنه فوجئ بأنه مختطف ومحتجز في منطقة الصالحية بعد أن أجري نجل عمته أمامه عدة اتصالات هاتفية بوالده لمساومته علي دفع فدية250 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه. ارتعدت فرائص الصغير وشعر بأنه أمام شيطانين لم يراعيا صلة الدم والقرابة والتقاليد العائلية أو حتي المشاعر الإنسانية حينها تمني الطفل أن يظهر أحد هؤلاء الأبطال في القصص الخيالية وأفلام الكارتون ويخلصه من براثن الخطف ويقتل هذا الشيطان الذي تجسد في أحد أقاربه إلا أن نومه واستيقاظه علي صورته وصديقه المجرم كانت صخرة تحطمت عليها كل آماله في الخلاص من ذلك المأزق. استمرت المفاوضات بين الأسرة والخاطفين لمدة يومين متتاليين بعد مطالب الأسرة بخفض المبلغ المطلوب وفي نهاية الأمر وبعد جدل وشد وجذب رفض الأب دفع الفدية المطلوبة. حالة من العمي والانغماس في هوي الشيطان الذي تبرأ ممايفكر فيه الشقيان ومن دون تفكير قرر الخاطفان حرق قلب الأب علي طفله والانتقام منه بلا رحمة بعد ان وجدا أنه لا طائل من التفاوض والإبقاء عليه حيا وقاما دون أدني شعور بالإنسانية بالتخلص من الطفل بخنقه وكتم أنفاسه حتي فارق الحياة ودفناه في حظيرة للماشية. تغيبت الشرطة عن المشهد رغم أن الأب أبلغ المباحث باختفاء نجله ولكن دون جدوي لتتفجر مفاجأة مدوية أمام العشرات من الأهالي الذين استطاعوا تتبع الخاطفين بعد أن أبلغ زملاء الطفل المخطوف عن نجل عمة التلميذ شاهدوه مبتسما ينتظر خروج الصغير عقب انتهاء اليوم الدراسي. صدمة عنيفة تبعتها حالة من البكاء الهستيري والحسرة الشديدة عقب عثور الأهالي علي جثة الصغير مدفونة تحت أقدام الماشية بالقرية المجاورة. وبمواجهة الأب لأسرة الشاب الموتور بالواقعة تغطرس وتنصل في البداية منكرا صلته بها ولكن بعد مواجهته بأقران الصغير صاح في الجميع معترفا بقتل الطفل انتقاما وردا علي إرثه المسلوب. وبرد فعل عشوائي وبأقصي سرعة قام الأهالي بالإيقاع بالشابين مرتكبي الواقعة وتوثيقهما بالحبال والتعدي عليهما بالضرب المبرح وأصروا علي أن يذيقوهما من نفس الكأس الذي تجرعه الصغير وقام العشرات من أهل القرية بذبحهما والتمثيل بالجثث ثأرا لوفاة الطفل وحرقهما وتعليق الجثتين علي أعمدة الإنارة بعد سحلهما في شوارع القرية. لم تستطع الشرطة مواجهة حالة الغضب العارم والاحتقان المتفجر للأهالي وسط عويل جميع نساء القرية حسرة علي الملاك الصغير ورقص الشيطان طربا بعد أن تمكن من رؤية البشر يرتكبون في قرية صغير جريمتين يخجل الشيطان من ارتكاب إحداهما. وكان اللواء محمد كمال مدير أمن الشرقية قد تلقي إخطارا من مأمور مركز الصالحية القديمة يفيد بعثور اهالي عزبة الصفيح علي جثة طفل لم يبلغ السابعة بعد أن شاهدوا اثنين من أبناء القرية يقومان بدفنه. تم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث الحسينية تبين لهم بعد فحص بلاغ من السيد أبو العطا يفيد باختفاء نجله بلال منذ يومين ثم تلقيه مكالمة هاتفيه من احد الأشخاص يبلغهم فيها أن نجله موجود لديهم وأنهم يطالبون بفدية مالية مقابل إطلاق سراحه, كما تبين من تحريات المقدم اشرف أبو ضيف رئيس المباحث أن وراء اختفاء الطفل ابن عمته حسين السيد17 سنة طالب ومقيم بعزبة الصفيح وهي قرية مجاورة لقرية الاخيوة وصديقه ممدوح محمد حيث اتفقا علي خطفة مقابل فدية250 ألف جنيه نظير خلاف علي ميراث حيث توجهوا إليه واصطحابه من المدرسة وتوجهوا به إلي عزبة الصفيح وعندما تأخر الأب في دفع الفدية قاموا بالتخلص منه بدم بارد ودفنه في إحدي حظائر الماشية وأشارت تحريات العميد احمد فتحي رئيس مباحث المديرية إلي أن اهالي المجني عليه فور علمهم بمقتل نجلهم قاموا بالفتك بالجانيين وهما حسين وممدوح وذبحهما وتعليقهما علي أعمدة الإنارة ثم سحلهما والسير بهما في شوارع القرية مقيدين بالحبال. تمكنت أخيرا قوات الأمن المركزي من تهدئة الأوضاع في القرية قبل أن يتوجه الأهالي إلي عزبة الصفيح لإشعال النيران بمنازل اهالي الشابين.