الفوضي وعدم الأمان والانفلات الامني والأخلاقي كلها عوامل سلبية أدت إلي حدوث انهيار حاد في حجم المبيعات في الاسواق المختلفة خاصة ان القوة الشرائية لدي المواطنين اصبحت ضعيفة للغاية, ولاشك ان الاوضاع مختلفة داخل منطقة وسط البلد نظرا لأنها تضم مئات المحلات والمولات فضلا عن منطقة الشواربي الشهيرة بتجارة الملابس الجاهزة والأحذية ومستلزمات الزفاف والبدل. واختلاف الأوضاع يرجع إلي سيطرة الباعه الجائلين علي المنطقة بالكامل في الفترة الأخيرة وعرض بضائعهم دون أدني مسئولية وزاد الأمر سوءا بالخلافات المستمرة التي وصلت الي حد المشاجرات العنيفة المستخدمة فيها الأسلحة الثقيلة سواء بين الباعة الجائلين وبعضهم البعض, او بينهم وبين بعض اصحاب المحال او مع أهالي منطقة معروف والشواربي. وكل هذه الأحداث أدت إلي تعرض استثمارات وسط البلد لمخاطر شديدة واصبحت الخسائر تحيط بها من كل جانب, قام الأهرام المسائي بجولة داخل أسواق وسط البلد ورصد الأوضاع علي طبيعتها وكشف الواقع المرير الذي تعاني منه هذه الأسواق التجارية خاصة في ظل انتشار الباعة السوريين الفارين من سوريا وكذلك الصينيون الذين يتوغلون في كل الأسواق. في البداية, اكد ابراهيم عبد العاطي مدير أحد محال الملابس الجاهزة بوسط البلد ان الباعة الجائلين يتسببون في مجازر يومية ومناوشات مع العديد من التجار لاستحواذهم علي ارصفة شوارع وسط البلد. وقال عبد المنعم صدقي صاحب محل إن مسئولي الداخلية والمحافظة في غيبوبة تامه عما يحدث واظن انها تركت الحبل علي الغارب وتركت الشوارع للباعة الجائلين والبلطجية يمرحون فيه كما يريدون, مشيرا الي ان العديد من اصحاب محلات الملابس في شارع طلعت حرب بدأوا بالفعل في تصفية محلاتهم واغلاقها وذلك لان هناك حربا يوميا من قبل الباعة علي اصحاب المحلات او منافسة المنتج السوري للمنتج المصري الذي كاد ينقرض نهائيا من السوق نظرا لان السوريين يقومون ببيعها ارخص كثيرا من المنتج المحلي فلذلك يضطر صاحب المحل شراء المنتج السوري وتجاهل المنتج المحلي. وقال عبده السيد صاحب محل ملابس بشارع قصر النيل ان أصحاب المحال هم المتضررون الأساسيون من هذه المشاجرات نظرا لأنها تسببت في خسارة للمحال تصل إلي70% حيث وصل سعر القميص المستورد إلي50 جنيها بعد ما كان يباع بسعر120 جنيها كل ذلك لانهم يقومون ببيع التي شيرت او القميص ب25 جنيها مما يجبر المواطنين الي الالتفاف لهم والشراء منهم ويتجنبون المحال نهائيا لارتفاع أسعارها مع العلم أننا مضطرون لذلك لأننا ندفع ضرائب وفواتير كهرباء وإيجارا للمحل يصل الي5 آلاف جنيه مع العلم ان اصحاب المحال قبل الثورة كانو يبيعون بأكثر من8 آلاف جنيه اما الآن لانستطيع البيع بأكثر من100 جنيه في اليوم.