* تقول الأسطورة: في الزمن القديم حين خلقت الآلهة الإنسان حاولت أن تجنبه كل الشرور التي يمكن أن تجعل حياته سعيدة.. فجمعت كل تلك الشرور علي شكل فراشات أودعتها صندوقا مسحورا أطلقت عليه أسم صندوق بندورا وحبست فيه الآلهة كل تلك الفراشات وحبست معها فراشة وحيدة بيضاء لحكمة ما.. فراشة من نوع آخر.. لكن حب الاستطلاع أوعز للإنسان أن يفتح الصندوق فتحة صغيرة ليطل منها علي ذلك المجهول المختبئ داخل الصندوق.. لكن في كل مرة يفتح فيها الصندوق تطير بعض الفراشات حاملة الشر لتنطلق في الأجواء لتعكر صفاء الحياة علي الانسان.. لكن الإنسان لا يتوب.. بل ظل يفتح الصندوق ويعلقه لتطير الفراشات تباعا وتزيد الحياة قسوة وشرا.. الي أن طارت كل الفراشات ولم يبق داخل الصندوق سوي الفراشة الوحيدة الأخيرة فقرر الانسان ألا يفتح الصندوق بعد ذلك أبدا, وهكذا ظلت تلك الفراشة الجميلة البيضاء, داخل الصندوق.. وهي آخر ما تبقي للإنسان في رحلة الحياة.. إنها فراشة الأمل. نعم.. فإن آخر ما يتبقي للإنسان في رحلة حياته علي الأرض هو الأمل. والأمل هو النافذة العريضة التي تجعلنا نواصل الحياة.. فالأمل ببساطة هو الغد الأجمل. بكل ما تحمله تلك الكلمة من معان مضيئة. ** * والحقيقة لمن يطل منا علي واقعنا الحالي بنظرة متعمقة تعبر ما يمر بنا من أحداث يومية يدرك تماما أن ما ينقصنا هو الأمل.. الأمل في أن نعبر أزمتنا الاقتصادية بأقل الخسائر الممكنة.. وأن نحسن أوضاع الناس المعيشية بحيث لا يعاني الفرد ولا يشكو ولا يحمل هم الآتي, حيث كان يخرج من بيته صباحا الي ان يعود إليه مساء أو العكس.. ثم إنه وهذا هو الأهم بل واجب الدولة الأول أن ترسم للناس خطا بيانيا واضحا علي المستقبل.. يكون بالنسبة لهم خريطة طريق.. تقول لهم الي أين هم ذاهبون؟ وهل الطريق آمن؟ وهل سيجدون ما يسرهم في آخر الطريق؟ الحقيقة أن الناس الآن منقسمون يحاولون أن يجدوا حلا.. أن يبحثوا عن فراشة الأمل بعد أن امتلأ الجو حولهم بالفراشات الأخري.. وبعد أن أصبح مصطلح نفق مظلم يتردد كثيرا. إن الفراشة تبحث بطبيعتها عن الضوء.. عن النور.. فهل نتيح لها ذلك النور قبل أن يصيبها اليأس؟