يواجه الرئيس الامريكي باراك أوباما4 سنوات جديدة شاقة في البيت الابيض لأنه يأخذ زمام تلك الولاية بعد أربع سنوات من وعده بإغلاق معسكر جوانتانامو في كوبا والذي لايزال مفتوحا حتي اليوم, الي جانب ازمة اقتصادية مازالت واشنطن تعاني آثارها حتي اليوم. وذكرت صحيفة واشنطن تايمز ان أوباما يدرك جيدا ان التاريخ مليء بحطام ولاية الرؤساء الامريكيين الثانية. وواجه الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش حظا عاثرا مزدوجا من حرب لا تحظي بشعبية وركود كارثي, بينما واجه الرئيس الاسبق بيل كلينتون الاتهام حول الكذب بشأن ممارسته الرذيلة مع مونيكا لونيسكي المتدربة السابقة في البيت الابيض كما استقال الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون بدلا من الاقالة علي اثر فضيحة ووترجيت المدوية كما ألحقت الولاية الثانية أضرارا بالرئيس الاسبق رونالد ريجان, الذي شملت بدايات سقوط الاتحاد السوفيتي, حيث واجه فضيحة إيران كونترا التي عقدت بموجبها إدارة ريجان اتفاقا مع إيران لتزويدها بالأسلحة بسبب حاجة إيران الماسة لأنواع متطورة منها أثناء حربها مع العراق وذلك مقابل إطلاق سراح بعض الأمريكيين الذين كانوا محتجزين في لبنان, حيث كان الاتفاق يقضي ببيع إيران وعن طريق إسرائيل مايقرب3000 صاروخ تاو مضادة للدروع وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات مقابل إخلاء سبيل خمسة من الأمريكيين المحتجزين في لبنان. وقد عقد جورج بوش الأب عندما كان نائبا للرئيس رونالد ريجان في ذلك الوقت, هذا الاتفاق عند اجتماعه برئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في باريس, وهو اللقاء الذي حضره أيضا المندوب عن المخابرات الإسرائيلي الخارجية الموساد آري بن ميناشيا الذي كان له دور رئيسي في نقل تلك الأسلحة من إسرائيل الي إيران, وفي أغسطس من عام1985, تم إرسال96 صاروخا من نوع تاو من إسرائيل الي إيران علي متن طائرةDC-8 انطلقت من إسرائيل, بالاضافة لدفع مبلغ مقداره1,217,410 دولار أمريكي إلي الإيرانيين لحساب في مصرف سويسرا يعود الي تاجر سلاح إيراني يدعي جوربانيفار وفي نوفمبر من عام1985, تم إرسال18 صاروخا تم شحنها من البرتغال وإسرائيل, تبعها62 صاروخا آخر أرسلت من إسرائيل. إيران مونترا تعرف أيضا بفضيحة إيران جيت, ففي حرب الخليج الأولي في ثمانينيات القرن الماضي, كانت أمريكا تمثل الشيطان الأكبر بالنسبة للإيرانيين الذين تبعوا الخميني في ثورته ضد نظام الشاه,وقد كانت أغلب دول العالم تقف في صف العراق ضد إيران وبعضها بشكل شبه مباشر مثل الكويت والسعودية وأمريكا, في خلال تلك الفترة ظهرت بوادر فضيحة بيع أسلحة أمريكية لإيران العدوة ولذا فقد تكون السبب الرئيسي في سقوط الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في ذلك الوقت, ففي عام85, خلال ولاية رونالد ريجان الرئاسية الثانية, كانت الولاياتالمتحدة تواجه تحديات دبلوماسية وعسكرية كبيرة في الشرق الأوسط وأمريكا الوسطي, وكان ريجان ومدير المخابرات الأمريكية سي آي إيه وقتها ويليام جي. كيسي معروفين بخطاباتهما وسياساتهما القوية المناوئة للاتحاد السوفيتي وكان جيتس الذي كان نائب كيسي يشاطر هما هذا التوجه الأيديولوجي. وقتئذ كانت إيران كونترا في مرحلة الإعداد, حيث كانت عبارة عن مخطط سري كانت تعتزم إدارة ريجان بمقتضاه بيع أسلحة لدولة عدوة هي إيران, واستعمال أموال الصفقة لتمويل حركات الكونترا المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراجوا. وقال زاتشر مؤلف كتاب السيد أوباما ان البدء في الخطأ يبدأ من النزاع مع الكونجرس بشأن الحد من الاقتراض في البلاد والسيطرة علي السلاح وقال ان سلطة الرئيس الامريكي لطالما تعثرت في ولايته الرئاسية الثانية., وقال ان هناك ظروفا نادرة جعلت الولاية الثانية لرؤساء أمريكا علاقاتهم جيدة مع الكونجرس مثل علاقة ريجان مع السيد بي توماس والرئيس ايزنهاور مع زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ ليندون جونسون التحرك جنبا الي جنب مع الكونجرس هو القضية الرئيسية لنجاح الرئيس الامريكي وتمرير قراراته وتوقع المؤلف ألا يحظي أوباما بنفس العلاقة الوثيقة مع الكونجرس خلال الولاية الثانية. وقال كبير مستشاري الرئيس اوباما ديفيد بلوف, أن الرئيس سيدفع بعمل أفضل للعمل مع المشرعين في القضايا التي تثير خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين وبعد أسبوع من إعادة انتخابه, قال السيد أوباما إنه يفهم الدرس عن الرؤساء الامريكيين السابقين الذين حاولوا أن يفعلوا الكثير في السنوات الأربع الأخيرة. وتعهد اوباما بالعمل نيابة عن العائلات الأمريكية والشركات الصغيرة في جميع أنحاء البلاد الذين لايزالون يتعافون من أثار الركود السيئة علي اثر الازمة المالية العالمية. وإذا كان العمل مع الكونجرس هو المفتاح لولاية ثانية ناجحة فقد كانت لهجة أوباما تعكس رفضه الملحوظ للتفاوض مع المشرعين علي سقف الديون. وقال المؤلف إن الأنا لدي أوباما ترفض تقديم تنازلات كما أن مزاجه ديكتاتوري مع معارضيه بالنسبة للقضايا الرئيسية في البلاد, ولذا ستصبح الولاية الثانية أكثر خطورة بالنسبة للرئيس الامريكي.