استقبل محمد بشري مولوده بالسعادة الغامرة وطار فرحا من فرط السعادة غير أن سرعان ما تدارك أنه سيصبح مسئولا عن روحين ويتعين عليه ايجاد وظيفة في أقرب فرصة خاصة بعد أن تجبر عليه صاحب العمل وطرده لمشاداته الكثيرة معه. أخذ محمد علي عاتقه مهمة البحث عن عمل جديد في أسرع وقت فطرق كل أبواب العيش بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية, لكن دون جدوي فكل الأبواب موصدة. حاولت الزوجة نيفين احتواء عجز زوجها وقلة حيلته وهو ما زاد من إحساسه بالضعف أمامها وفقدانه لرجولته, فانزوي بعيدا وأغلق باب غرفته وانعزل عن كل من حوله. شعرت الزوجة بما أصاب شريك حياتها من اكتئاب فدخلت إلي غرفته وعكفت علي الرفع من روحه المعنوية لإدراكها بضرورة أن يتغلب علي ما يسيطر عليه من شعور باليأس خاصة وأن المنزل أصبح خاليا من أي طعام, وألمحت له بذلك شعر محمد أن زوجته توجه له الاهانة ضمنيا, فانتفض من جلسته, وانقض علي رقبتها بيديه كالوحش الكاسر وأحكم قبضته عليها غير منصت لتوسلاتها, حتي فارقت الحياة. أدرك محمد أن ما أقدم عليه جريمة كبري وحاول أن يفكر في حل لإخفاء جريمته غير ان رجال المباحث كانوا أسرع اليه من تفكيره بعد أن أبلغ الجيران بسماعهم لصرخات من شقة جارهم. وكان اللواء مصطفي باز مدير أمن الدقهلية قد تلقي إخطارا من مأمور مركز شرطة المطرية عن وصول جثمان نيفين م. ف.32 عاما إلي مستشفي المطرية المركزي ربة منزل وحامل في شهورها الأولي بعد أتهام أهالي المتوفية بقيام زوجها محمد م. م. المتولي جودة39 عاما بخنقها حتي فارقت الحياة بعد نشوب خلافات زوجية فيما بينهما نتيجة اضطرابات نفسية يمر بها الجاني لانقطاعه عن العمل منذ فترة طويلة. وعلي الفور تمكن الرائد أحمد سالم رئيس مباحث المطرية من ضبط المتهم واعترف بارتكابه الواقعة وتم انتداب الطبيب الشرعي لبيان حالة المتوفية وتصريح الدفن وتحرير محضر بالواقعة لحين عرض المتهم علي النيابة.