جاء الاستقبال الحافل للرئيس الإيراني أحمدي نجاد في القاهرة أثناء حضوره مؤتمر القمة الإسلامية الثانية عشرة ليثير مخاوف أمريكا وحليفتها إسرائيل من تحسن العلاقات بين البلدين. وقد طرحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية سؤالا مفاده: هل ستسمح الولاياتالمتحدة بعودة الدفء للعلاقات المصرية الإيرانية؟ مشيرة إلي أن زيارة الرئيس الإيراني قد تنهي العلاقات المتوترة بين البلدين منذ أكثر من34 عاما, لكنها لن تعيد العلاقات. كما كانت في السابق نتيجة الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة ودول الخليج لمنع التقارب بين القاهرة وطهران. وبرغم جهودها إلا أن العلاقات بين البلدين تحسنت نوعا ما خاصة بعد الاطاحة بالرئيس السابق, حسني مبارك الذي عمل علي زرع مشاعر الكراهية بين البلدين لكسب رضاء الولاياتالمتحدة وإسرائيل. واتبع المخلوع سياسة التخويف طوال حكمه لإقناع الشعب إن إيران تسعي لفرض هيمنتها وسيطرتها علي الشرق الأوسط لتنشر أفكارها الشيعية. ومن جانبها, رأت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية من شأنها أن تؤثر ولو بشكل خفي علي شكل العلاقات بين القاهرة وواشنطن التي أكدت أن زيارة نجاد لن تغير من سياستها تجاه مصر التي تعتبرها حليفا عليها مساندتها خلال الفترة الانتقالية الحرجة. وهناك الكثير من الأهداف المشتركة قد تفرض عودة العلاقات إلي مسارها الطبيعي, تتمثل في محاولة كل منهما إثبات مكانته إقليميا كما أن البلدين تجمعهم الكثير من القضايا منها الملف السوري, وسعيهما الدائم لايجاد حل للأزمة هناك, وكذلك إسرائيل التي تربطها علاقات متوترة بالبلدين, فعودة العلاقات ستصب في صالح البلدين. وتخشي إسرائيل من الارتقاء بمستوي العلاقة إلي التحالف لأن ذلك سيعزز من فرص إيران, ومكانتها في المنطقة في الوقت الذي يسعي فيه الغرب لعزلتها دوليا, بسبب برنامجها النووي, وهو ما قد يجبر مصر التي ترسم ملامح سياستها الجديدة علي اتخاذ حذرها متجنبة أي مواجهة مع النظام الدولي. رابط دائم :