تحدثنا في العدد السابق عن حقوق الانسان وفي هذا العدد باقي الحديث: إن ظهور مفهوم( الإنسان), بأية لغة كانت, لا بد أن يكون متأخرا بما لا يقاس عن وجود الإنسان, ذلك أنه يتطلب وجود لغة يمارس فيها التجريد, وبالتالي يتطلب مستوي من التفكير يتم فيه التمييز بين الإنسان وغيره من الكائنات. وهذا التمييز يتطلب وعيا بالفوارق, كأن يعي الإنسان الفرق بينه وبين الحيوانات الأخري. وعلي الرغم من أن فكرة( الحق) قد ظهرت هي وفكرة( الواجب) في وقت واحد, وهي علاقة ما زالت حية قائمة حقا علينا شيئا, وحق العباد علي الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا). وواضح أن هذا النوع من التلازم والتناوب بين( الحق) و(الواجب) يفيد أن ما يجب علي طرف هو حق للطرف المقابل: فما يجب علي الله هو حق للإنسان, وما يجب علي الإنسان هو حق لله. لكن هل يخضع مفهوم( حقوق الإنسان) لهذه المعادلة بين الحقوق والواجبات ؟ - إن مفهوم( حقوق الإنسان) لا يستدعي أي مقابل ولا أي عوض.( حقوق الإنسان) بالمعني المعاصر هي حقوق له من حيث هو إنسان وليس من حيث أن عليه واجبات (حقوق الإنسان) متحرر من التقيد بعلاقة التلازم القائمة بين الحق والواجب, علاقة( المقايضة) التي عرضنا لها آنفا, ذلك أنه إذا كانت فكرة( الحق), علي المستويين القانوني والأخلاقي, تستدعي فكرة( الواجب), لكونها تعبر عن علاقة بين الناس, أو بين الفرد والمجتمع, يكون فيها( الحق) كنوع من العوض ل( الواجب), فإن مفهوم( حقوق الإنسان) لا يستدعي أي مقابل ولا أي عوض. في( حقوق الإنسان) بالمعني المعاصر هي حقوق له من حيث هو إنسان وليس من حيث أن عليه واجبات. احترام والحماية للكرامة المتأصلة والقيمة الذاتية للإنسان( حقوق الإنسان) في الوقت الحاضر بوصفه يشمل كلا من الحقوق المعرفة تقليديا في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان, وكذلك الحقوق التي يضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. .. فحقوق الإنسان متأصلة في كل فرد من أفراد المجتمع الإنساني. وهي ملزمة التطبيق في جميع الدول. إذ تلزم الدولة والعاملين باسمها بتطبيقها. إن حقوق الإنسان عالمية, فهي واحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر, أو الأصل الوطني أو الاجتماعي. فقد ولد جميع البشر أحرار ومتساويين في الكرامة والحقوق. فهي تحمي الفرد والجماعة. إن حقوق الإنسان لا يمكن التنازل عنها أو انتزاعها, فليس من حق أحد أن يحرم شخصا من حقوق الإنسان حتي لو لم تعترف بها قوانين بلده, أو عندما تنتهك الحكومة تلك الحقوق والقوانين. فحقوق الإنسان ثابتة وغير قابلة للتصرف. إذ أنها تحظي بالضمانات الدولية. إن حقوق الإنسان متساوية ومترابطة غير قابلة للتجزؤ. ذلك أنه كي يتمتع الإنسان بحقوقه وجب أن يعيش ويحيا, فله حق الحياة. كما يجب أن يعيش الإنسان بكرامة, مثلما يحق له أن يتمتع بالحرية والأمن, وبمستويات معيشة لائقة....ياتري احنا عندنا الحقوق دي ولا دة بردوا كلام مقالات.. ؟!