بما أن الرئاسة مصرة علي الحوار الوطني باعتباره الطريق الوحيد لمواجهة الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد , والوسيلة الوحيدة للخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد فإن إنجاح هذا الحوار يجب أن يكون هدفا, لاتراجع عنه, وليس وسيلة للتهدئة أو مناسبة لتضييع الوقت واستنزاف البلاد في جدل عقيم ومناقشات لاطائل من ورائها مصالحة وطنية شاملة لابد أن تكون من الأهداف الأساسية للحوار, وتحقيق ذلك يقع علي عاتق الرئيس ولاغير, كما أن القصاص لدم الشباب الذي سقط برصاص الداخلية امام الاتحادية,, وفي ميادين التحرير يجب أن تكون له الأولوية القصوي إذا كانت هناك جدية في لم الشمل والانخراط في حوار وطني جاد يرسم خارطة طريق جديدة تنتشل الوطن من كارثة بات اقرب لها, ومن ازمة صارت هي الاعنف, ولعل المصداقية ووجود النية المخلصة في الحوار تظل مطلبا مفقودا في كل الحوارات التي جرت مؤخرا, ومن ثم فإن سوابق الفشل الحواري جعلت بعض القوي غير متحمسة للانخراط في مثل هذه الحوارات وبالتالي فإن النظام الحاكم يقع عليه ايضا عبء مد جسور الثقة, وفتح قنوات الجدية في الحوار المرتقب. هناك نقاط توافق يمكن البناء عليها بين القوي الوطنية, واظن انها ايضا قريبة من مطلب الشارع ايضا, في مقدمتها تعديل المواد الخلافية في الدستور واعادة النظر في قانون الانتخابات الجديد, وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني, بالاضافة إلي وقف طرح القوانين المهمة علي مجلس الشوري لحين انتخاب مجلس النواب. وأعتقد أن قوي تيار الإسلام السياسي تتفق علي نقاط كثيرة من هذه المقترحات وتتحفظ علي بعضها, ولكن هناك توافقا لابد أن يتم حول جميع النقاط, وقد اعجبني رأي للاستاذ فهمي هويدي كتبه قبل أيام طالب فيه الرئيس مرسي بقبول مطالب المعارضة حتي ان لم يكن مقتنعا بها, وأعتقد أن هذه الرؤية هي التي نفتقدها في الحوار الوطني الذي تحكمه رؤي ضيقة, وتسيطر عليه روح المعاندة, وتتغلب فيه المكابرة والمصالح الحزبية الضيقة, فهل تنجح القوي المتصارعة في مراجعة موقفها وتتذكر ان هناك وطنا في شهقة الغرق! [email protected]