بين الحين والآخر تظهر بعض الظواهر الشبابية والتي تستوحي سلوكها من نفس التجمعات من الدول الغربية مثل الهيبز في اواخر الستينيات واوائل السبعينيات ثم ظاهرة عبدة الشيطان في النصف الثاني من التسعينيات تحديدا عام1996, ثم الفانديتا عقب ثوره25 يناير, واخيرا البلاك بلوك التي ظهرت في الايام الماضية, واذا كانت جماعات الهيبز اقتصرت اعمالها علي اتخاذ شكل معين في ملابسها والتسريحات الغريبة وكذلك عبدة الشيطان علي التصرفات الشخصية لاعضائها ولم تحتك بالمجتمع مباشرة عكس حركات الفانديتا والبلاك بلوك الذين اتخذوا من العنف وسيلة للتعبير عن انفسهم خاصة البلاك بلوك في المظاهرات الاخيرة فإن المجتمع المصري تعامل مع هذه الجماعات علي انها غريبة عليه ولم يتجاوب معها رغم ما اثارته من جدل في الفترة الاخيرة. الساسة والأحزاب وحول اسباب عدم تفاعل المصريين مع مثل هذه الجماعات, يقول الدكتور اكرم الشاعر عضو مجلس الشعب عن دائرة بورسعيد ان ظهور مثل هذه الحركات المقنعة وغيرها ممن يقلدون الغرب يعتبر تقليدا سلبيا رغم اننا نشجع التقليد في العلم والتقدم في المجالات الا ان وصول التقليد بنا الي ان يكون ظاهره الدفاع عن الثورة وجوهره استخدام العنف وتحطيم منشآت الدولة نحن كلنا كشعب مصري ضد هذا التقليد الذي يسيء الي كل معارض ولان الشعب المصري شعب زكي يستطيع ان يميز بين السلمية والعنف.وللاسف مجموعات البلاك بلوك والملثمون وغيرهم من الحركات التي تتبني العنف لم تنجح في الشارع المصري لانها هددت امن البلاد والعباد وان كانت هذه الحركات داخلها عناصر مصرية وطنية فهناك من يدخلون عليهم ليدمروا ويحرقوا تحت اسمهم, وهذا ما اساء اليهم وجعل المصريين ينبذونهم خاصة في ظل انتشار السلاح بكل هذه الكمية بعد الانفلات الامني عقب ثورة25 يناير. واضاف أن الذي ساعد بالشك في مثل هذه التجمعات استغلال بعض البلطجية والفارين ليخبيء وجهه تحت الاقنعة التي يرتديها شباب تلك الجماعات لكي ينفذ عمليات خطيرة تسيء الي اصحاب القضية انفسهم من الملثمين. واعتقد والكلام مازال علي لسان اكرم الشاعر أنه إذا اراد البلاك بلوك او أي من الملثمين ان يعترف بهم المجتمع المصري ولا يلفظهم الشعب عليهم ان يكشفوا عن انفسهم من خلف الاقنعة فالمعارضة لا تحتاج الي الاختفاء وراء اقنعة في ظل ما يحدث الان من متغيرات سياسية واجتماعية عقبت ثورة25 يناير المجيده وفي هذه الحالة من الممكن ان يتقبلهم الشعب ويمارسوا معارضتهم بشكل سليم في النور. ويضيف الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن ان المجتمع المصري شهد مثل هذه الحركات المقنعة والملثمين والهيبز وغيرها منذ الستينيات الي أن قامت ثورة25 يناير ولكن هذه الحركات نبذت لانها ضد مباديء وعادات وتقاليد المجتمع المصري رغم انها في السابق لم تتبن العنف والتخريب كما هو مشهود الان من الحركات الجديدة التي ظهرت رافعة شعارات العنف والحرق. ويكمن نبذ الناس لهذه الحركات في ان الشعب المصري يميل الي الاستقرار بطبيعته الاجتماعية ويبحث دائما عنه بالإضافة إلي انه يرفض الفوضي والعنف اللذين يتسببان في التضييق علي حياته وعلمه بأن هذه الحركات ليست وطنية أو ثورية بريئة إنما لها مخطط سييء للاعتداء علي الشرعية وهدم استقرار المجتمع المصري الذي وصف بأنه أفضل الشعوب التي تحب الأمن والأمان وتنبذ العنف والتطرف لكل ما سبق لم ولن تجد مثل هذه الحركاتت المقنعة ارضا خصبة في مصر وسط الناس البريئة التي تحب السلام. ويري الدكتور محمود ابو الوفا الخبير بجامعة الدول العربية انه من الطبيعي ان ينبذ المجتمع المصري هذه الحركات التي لم ير منها إلا كل حرق وخراب بمنشآت الدولة ومؤسساتها ومسئوليتها عما جري من احداث مؤسفة ألمت بالبلاد وتسببت في قتل ارواح خلال الفترة الاخيرة, بسبب تبني مثل هذه الحركات للعنف والتراشق بالحجارة واستخدام كل ما هو يهدد الامن والاستقرار في التظاهرات السلمية. كما تسببت تلك الحركات في تشويه صورة المتظاهرين السلميين وشوهت مباني ومنشآت حضارية وتسببت في تعطيل العمل وقطع الطرق علي الكباري وبالميادين والشوارع المهمة. كل هذا جلعها في قفص الاتهام ويجعلها منبوذة من المصريين تماما. القانونيون يقول الدكتور خالد حمدي عميد حقوق عين شمس السابق ان الشعب المصري أو المجتمع يكره الاختفاء وراء الاقنعة وينبذ هذا بشدة ويحب المواجهة وجها لوجه في كل الاحوال سواء محادثات او مناظرات او غيرها من الاعمال السياسية أو الاجتماعية هذا بصرف النظر عن انتماءات الملثم او غيره سواء اكان وطنيا ام غيرو وطني المهم انه من غير اللائق الاختفاء وراء قناع لا نراه لانك لا تعرف مع من تتعامل, مما ساهم في نبذهم من المجتمع او الخوف منهم بالإضافة إلي أن ما قامت به هذه الجماعات من اعمال عنف جعل هناك نيات مبيتة من الناس بعدم التعامل او الانضمام اليها لانها ايضا تحمل نيات مبيتة بالتخريب والهروب من وراء القناع. ويضيف لو كانت هذه التنظيمات تمارس الحرية والمعارضة السليمة لتكسب ارضيه في الشارع وتحمل نوايا سليمة للثورة فما الداعي من الاختفاء او إخفاء الوجه؟ ويقول الدكتور حمدي عبدالرحمن استاذ القانون بحقوق عين شمس ان مصر تمر بمناخ ديمقراطي سييء جدا منذ سنة52 وحتي الان مما افرز أناسا كثيرين يمارسون السياسة بطريقة خاطئة بل منهم من يمارس سياسة تهدم المجتمع ناهيك عن نيته, ولكن المهم انه يقلد الغرب وغيرهم في لبس الاقنعة وارتداء القفاذات ويهاجم الامن ويحرق المنشأت من اجل توصيل رسالة ممكن ان تصل بسهولة ودون اللجوء الي كل هذا الخراب المفتعل. وأضاف انه نظرا لأن هذا الجو السياسي السييء تسبب في اختفاء الاعلام الجيد وتدهور التعليم وضياع القيم الأخلاقية أفرز حالة مرضية استمرت في مصر أكثر من60 سنة وتسببت في إستمرار الفراغ السياسي والاجتماعي واحداث انحرافات نسمع عنها من قبل الثورة وبعدها. وقال ان كل مما سبق من أسباب جعلت المصريين يحترسون من هذه الحركات المجهولة او التي ليس لها قاعدة شعبية في النور ورغم ان الاستبداد تحامل علي المصريين كثيرا الا انهم يرفضون كل ما هو شاذ ومخالف للمباديء والتقاليد المصرية حتي وان لم يظهروا احتجاجهم عليه فهم ضده قلبا وقالبا طبقا للتراث التاريخي للمصريين في نبذهم للتطرف. ويقول المستشار بهاء أبو شقة نائب رئيس حزب الوفد انه من المفروض ان تنظم المعارضة عملية التظاهر السلمي من أجل ان تبدو معارضه راقيه وبناءة وان تنبذ التخريب وتنفي علاقتها بالتخريب ولا تساهم فيه من قريب او بعيد لان هذا هو الطريق الافضل للمعارضة كي تصل الي الشارع المصري وتتواصل مع كل فئاته. لان الشعب المصري يحب السلمية ولا يشجع العنف ومن داخله شعب متدين لا يميل الي العنف او التخريب و اعتقد أن ذلك من الاسباب الرئيسية التي جعلت الحركات الغربية من هيبز وبلاك بلوك وغيرها فشلت في مصر علي مر العصور وان كانت تتجدد بين الحين والاخر فلا تجد لها سبيلا الي الناس بل يكرهها المصريون لانها تشعرهم بعدم الامان والامان هو غريزة مهمة لدي الناس. لهذا لا تجد هذه الحركات اقبالا او مشاركة من جانب الناس فيها او من أحد يتعاطف معها بالفعل او بالكلام, وان كانت هذه الحركات منظمه فعليا ولها مطالب ثورية فلماذا لا تعمل في النور وتمارس السياسة بالمطالب والاهداف المشروعة التي تطالب بها الجبهات الثورية المعارضة الاخري وان تتخلي عن غطاء الوجه الذي ترتديه من اجل الشفافية والوصول الي عقول وقلوب المصريين لكن للاسف يبدو ان هذه الحركات لا تفهم فن السياسه من الاساس وهي جماعات غير منظمة خرجت علينا بتقليد اعمي للغرب اثارت به زعر المجتمع الامن المستقر فبالفطره نبذها ولم يلق لها اهتمام. ويضيف علي سالم المحامي بالنقض ان فشل هذه التنظيمات في مصر يعود الي ان الشعب ادرك ان وراءها مخططا يهدف الي تشويه صوره مصر في الخارج والداخل وعملية اخفاء الوجة هذه تؤكد سوء النية وتتطلب من الدولة اخذ تشريعات تحول دون تكرار تهديد هذه الجماعات للشارع المصري لانها تصدر عكس ما هو مألوف لدي المصريين وتحمل نوعا من أنواع الريبة. لهذا لابد من ضوابط تحدد التظاهر وتحكمه بعيدا عن الحرق والدمار وما يهدد استقرار الوطن والاعتداء علي مصالح الدولة وارواح المواطنين لان هذه الحركات تكون قد خرجت من نطاق التظاهر الي نطاق ارتكاب الجرائم في الخفاء وفي هذا انتهاك للدساتير والقوانين وشرعية التظاهر ويسمح بأن يندس مجرمون وراء هذه الاقنعة..