أحسن الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة صنعا بدعوته لمؤتمر اقتصادي يستهدف إنقاذ الاقتصاد المصري بمشاركة نخبة من أساتذة وخبراء الاقتصاد وعدد من المستثمرين العرب والأجانب, علي أن يتبع ذلك بمؤتمرات آخري للإنقاذ بعد أن اقتربت مصر من أن تكون دولة فاشلة وتراجع الاحتياطي النقدي إلي.136 مليار دولار وابتعاد القوي الحاكمة عن وضع' روشتة' لإصلاح ما أفسده الصراع السياسي وتفرغ رئيس الحكومة لأبحاث' لبن السرسوب'. الدكتور أيمن وهو يقدم هذا الطرح إنما يضع نفسه في مرمي نيران القوي السياسية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار, وأدعوه ألا يلقي لذلك بالا إذا كان جادا في تنحيته لطموحه السياسي ورغبته الرئاسية التي بدأت بالترشح ضد الرئيس المخلوع وهز عرش ملكه وسطوته وديكتاتوريته وصولجانه, وقد دفع الدكتور أيمن فاتورة ذلك غالية من حريته سجنا, ومن أسرته غربة, ومن صحته وجعا إلا أنه كان صاحب المبادرة بالمعارضة الجادة حينما كان التفاخر لدي كثير من القوي بالقدرة علي دفن الرءوس في الرمال والتنطع بالرياء والكذب والمداهنة أو حتي الذكاء في نيل شرف استجداء أحمد عز أو رضا صفوت الشريف أو تأييد فتحي سرور. أختلف سياسيا مع الدكتور أيمن نور في قبوله للحوار الوطني بشكله الديكوري ولكني أتفق معه في أن الحوار يفتح الكثير من الأبواب المغلقة وأنه إذا كان الطموح هو الورقة الرابحة في حياة كل سياسي فإننا جمعيا مطالبون بالابتعاد عن اللهث وراء السلطة, والعدو خلف المناطحة السياسية, والجري نحو كل ما يجعلنا قريبين من الباب السلطاني حيث الدفء الرئاسي وحرارة المنصب وجاذبية القيادة ورونق تقدم الصفوف, كما اتفق معه أيضا في قبول عضوية الحوار والمشاركة في سفينة نبذ العنف رغم الإدراك التام لعدم قبول الإخوان' جماعة وحزبا' لمبدأ المشاركة في العمل الوطني لدرجة أنه يري أن الرئيس محمد مرسي قد يقبل تلك المشاركة إلا أن من حوله من الأهل والعشيرة قد يبعدونه عن ذلك ويأخذون بيده نحو المغالبة. ومن المهم أن يضطلع السياسيون أحزابا وأشخاصا بدورهم في فض المعارك السياسية العنيفة والصراع الدموي علي السلطة والحوار من أجل الخروج بالمأزق بدلا من توريط جهات مثل الأزهر والجيش في مثل تلك الجهود لأنه ينال من هيبة تلك الجهات أن تنتقل إحدي مبادراتها إلي غرفة الإنعاش مثلما حدث مع مبادرة الأزهر لنبذ العنف أو أن تكون بعض اطروحاتها للحل في مرمي النيران الصديقة والغريبة والعدوة أيضا, أما السياسيون علي المستوي الشخصي والحزبي فإنهم ينبغي أن يكونوا مثل الدكتور أيمن نور لا يخشون الانتقادات التي جعلت البعض يصفونه بحارس المرمي المشترك لفريقين متنافسين. أما أدعياء الهدف السياسي فقد تكشفت ألاعيبهم وأصبحت محاولاتهم للتهديف مجرد فرص ضائعة عليهم وعلينا وعلي مصر. رابط دائم :