منذ أكثر من53 عاما بدأ الفكر الايراني يتجه للطاقة النووية, إذ تمكنت طهران أثناء حكم الشاه محمد رضا بهلوي بمساعدة حليفتها الولاياتالمتحدة من إنشاء منظمة للطاقة النووية بطهران, وفي تلك الفترة لم تجد الولاياتالمتحدة من تطور إيران نوويا أي خطورة عليها بل قدمت اليها الكثير من المساعدات منها إهداؤها مفاعلا صغيرا ليساعدها في إجراء ابحاثها. ورغم ان إيران حددت هدفها بأن تصبح دولة نووية إلا انها وقعت علي معاهدة الحد من انتاج وانتشار الأسلحة النووية في عام1968, والتي نصت علي حق ايران في استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية, وبناء علي ذلك تمكنت ايران طوال الاعوام الماضية من استيراد كل ما تحتاجه من اغراض لمفاعلها النووي. وظلت العلاقات الأمريكيةالإيرانية تشهد تطورا كبيرا خاصة بعدما امتنع شاه ايران عام1973 عن استخدام سلاح البترول للضغط علي الولاياتالمتحدة وهو ما شجع الولاياتالمتحدة علي رد الجميل لطهران فقامت ببناء اكثر من6 مفاعلات نووية لها لمساعدتها في انتاج الطاقة الكهربائية. ولم يكتف الشاه بهذه المفاعلات بل دفعه طموحه للاتفاق مع المانيا وفرنسا لانشاء المزيد من المفاعلات النووية الا ان حالة الغليان التي انتابت المجتمع الايراني في اواخر السبعينات انهت طموحات الشاه الذي اطاحت به الثورة الايرانية بعدما حكم بقبضة من حديد طوال25 عاما عاني فيها الايرانيون كثيرا. ومنذ ذلك الحين كما تقول صحيفة اندبندنت البريطانية شهدت العلاقات الايرانيةالأمريكية تدهورا كبيرا منذ وصول الامام الخميني الي سدة الحكم, وبدأت عندما احتل مجموعة من الطلاب الايرانيين السفارة الامريكية واحتجازهم الدبلوماسيين الامريكيين البالغ عددهم53 كرهائن لمدة444 يوما وهو ما اثر بشكل كبير علي شكل العلاقات. وجاءت الحرب العراقية الإيرانية لتزيد الفجوة بين البلدين, حيث وقفت الولاياتالمتحدة مع النظام العراقي لرد الصفعة لايران, واسقطت طائرة ركاب مدنية في اواخر الثمانينات أودت بحياة290 ايرانيا, وهو ما لا تنساه ايرانلواشنطن يوما, ومنذ ذلك الحين لم تشهد العلاقات بين البلدين أي تطور ملموس بل تزداد من سيئ لاسوأ, وزاد استفزاز واشنطن محاولات ايران المستمرة أن تكون دولة نووية, حيث وجدت في ذلك تهديدا لها ولمستقبلها, فحاربت إيران بجميع السبل, وضيقت الخناق عليها من خلال فرض المزيد من العقوبات عليها, وهو ما ادي لتدهو الاقتصاد الايراني بشكل كبير. وتشير التقارير الي ان إيران ستصبح نووية خلال أقل من عام, وهو ما يثير استفزاز اعدائها وتحديدا تل ابيب التي وجدت ان برنامجها النووي سيهدد مصيرها في المنطقة. ورغم إجراء الكثير من جولات المفاوضات بين إيران والدول الكبري في محاولة للتوصل الي حل لكنها جميعها باءت بالفشل, ومن المقرر ان يتم عقد جولة جديدة من المفاوضات في اواخر الشهر الجاري بكازاخستان دعت اليها واشنطن للتوصل الي حل بعدما اعلنت ان صبرها بدأ ينفد.