كانا علي موعد مع أسعد أيام حياتهما, والذي طالما حلما به, فهما شقيقان كانا ينتظران يوم زفافهما, والفرحة تملا المكان, وجميع من حولهما سعيد, وبدآ في إنهاء استعداداتهما لهذا اليوم التاريخي في حياة العائلة, وكادت البسمة لا تفارق وجه العروسان. وفي يوم العرس استيقظ العريسان مبكرا, ليتزينا لهذا اليوم المشهود, وبدأ العريسان اللذان يقطنان نفس المنزل بمحافظة الفيوم, في الدخول للاستحمام, ومن هنا بدأ المشهد يتحول ويتغير من الفرح والزغاريد إلي الصراخ والعويل, وانهارت الفرحة, فأثناء استحمام العريسين, تسرب الغاز من سخان أحدهما, وبدأ الغاز ينتشر داخل حمام كل منها, وفي لحظة شعر العروسان بأنهما علي موعد آخر بعيد تماما عن الزفاف والعرس والجلوس في الكوشة, بل إنه موعد من نوع آخر, الموعد الحق الذي لا يقدم ساعة ولا يستأخر ساعة, فشبح الموت يخيم فوق رأسيهما. وظل الشقيقان العريسان, يستنشقان الغاز حتي اختنقا, وفي ذلك الوقت لاحظ شقيقهما الثالث, تغيبهما لفترة طويلة فصعد إليهما كي يطلب منهما سرعة الانتهاء من الاستحمام لاقتراب موعد الزفاف, فذهب لشقيقه الاول, فلم يرد عليه, وكذلك شقيقه الثاني, لم يستجب أحد لنداءاته, فاقتحم عليهما دورة المياه ليجدهما ساقطين علي أرضية الحمام, وعلي الفور ذهب بهما إلي أحد الاطباء ليخبره بالخبر المشئوم وهو وفاة شقيقيه قبل ساعات قليلة من موعد زفافهما. كان اللواء سعد زغلول, مدير أمن الفيوم, قد تلقي إخطارا من المقدم محمد رشدي, نائب مأمور مركز الفيوم يفيد بالعثور علي جثتي الشقيقين رجب, ج,م,28 سنة, عامل, وشقيقه الأصغر محمد26 سنة, عامل, ومقيمان بقرية هوارة عدلان, بمركز الفيوم, مختنقين داخل منزلهما. كشفت تحريات الرائد مصطفي حسن, رئيس مباحث مركز الفيوم, بإشراف العميد محمد الشامي, مدير إدارة البحث الجنائي بالمحافظة عن أن الشقيقين كانا يقومان بعملية الاستحمام داخل منزلهما بقرية هوارة عدلان, استعدادا لزفافهما و الذهاب الي الكوفير لإحضار زوجتيهما لحفل الزفاف الذي أقيم بأرض فضاء بجوار منزلهما, وبعد تأخرهما عن النزول من شقتهما بالطابق الثالث هرع أحد أشقاء العريسين إلي مكان إقامتهما ليفاجأ بوجودهما ملقيين علي الأرض داخل شقة العريس الأكبر ورائحة الغاز تنطلق بشدة من داخل مسكن شقيق العريس الأكبر. أخطرت نيابة مركز الفيوم والتي قررت سرعة انتهاء تقرير الصفة التشريحية للمتوفيين, وتولت التحقيق.