سطور قليلة ببعض الصحف المصرية المستقلة كانت تشير إلي ما تداوله نشطاء علي الفيسبوك وتويتر حول ثورة الغضب ضد النظام في25 يناير, البعض تعامل مع الدعوة باستخفاف والأخر تجاهلها في حين ترقب الثالث ما سوف تسفر عنه حتي تمكن من سرقتها وتوظيفها لصالح صفقاته وفي النهاية لم يعد أحد يدري هل ثار الشعب لصالح المستقبل أم تحرك من أجل فصيل يختزل ماضي اعتقاله وتعذيبه بالسجون في ضرورة جني الثمار والغنائم ولو علي حساب الثورة والوطن. بدون بني حزبية ولا قوي سياسية ثابتة أو تحركات ثورية منظمة كانت الشوارع تغلي والنفوس غير قادرة علي التحمل والقلوب ترتجف والقوة تتغطرس والفاسدون يظنون أنه لن يهز لهم عرش ولن تهان لهم كرامة وأن الشرطة قادرة علي دهس كل من تسول له نفسه الغضب علي الملك الرئيس أو نجله الوريث وحكومته الطاغية أو قواه السرية وعضلاته العلنية. قبل الغضب بخمسة أيام كانت حملة مبارك أمان لمصر تعلق02 ألف بوستر في القاهرة والإسكندرية, مكتوب عليها يوم الوفاء, وترد عليها6 ابريل ب20 ألف بوستر للغضب ضده وكانت صفحات الفيسبوك تثور وتشتعل وتمهد للغضب الكبير وصفحة كلنا خالد سعيد تحدد ملامح ومعالم يوم52 يناير للثورة علي الفساد والتعذيب والبطالة واختفاء العدالة ووقفت حركة6 ايريل لتدعم بقوة مظاهرات ومسيرات يوم الغضب. كان للقوي السياسية حسابات دقيقة بعضها يرتبط بأشخاص لهم مصالح مع النظام والبعض الأخر بأجندة حسابات مع بعض رموزه وما بينهما اختفت الأحزاب الصغيرة تبحث عن عراف يحدد لها اتجاه البورصة السياسية وتحفظ الوفد وصمت التجمع وتجاهل الناصري الموقف وسكن السلفيون وخرجت جماعة الإخوان عن المشهد باستثناء محمد البلتاجي ومع اقتراب ساعة الغضب ظهرت بعض التغيرات المفاجئة. تكثيف غير مسبوق لروح الغضب في حملة ألكترونية كان شعارها فعلتها تونس و تحرك كبير لشباب الحزب الوطني بشعار لا لتخريب مصر وكشرت6 ابريل عن أنيابها وأعلن حزب الكرامة المشاركة وقصر التجمع مشاركته علي أمانات المحافظات وقاطعها الناصري وايد البرادعي بقوة دعوة الشعب للتظاهر الحاشد وشاركته مجموعة أيمن نور الغضب وتزايد الإنقسام داخل الوفد وأجبر الشباب قياداته علي إصدار بيان بالمشاركة ووسط اختلافات كبيرة بين الجماعات السلفية المتعددة كان هناك ما يشبه الاتفاق علي أن الخرووج علي الحاكم خروج علي الله وأن من يثور للتخريب بدلا من الاستقرار فهو آثم باستثناء مجموعات السلفيين بالقاهرة. أما جماعة الإخوان فكانت تخشي أن تتحمل الفاتورة وحدها في السجون والمعتقلات وبدأت ببيان له حسابات سياسية يحذر من الاحتقان وضرورة التهدئة بالاستجابة لعشرة مطالب أولها إلغاء الطوارئ وحل مجلس الشعب وظلت المشاركة الكاملة موقفا سريا غير معلن. ومع بدايات الغضب تداخلت الألوان ومع شدته بدأت التربيطات وعندما هدأت العاصفة تفرغ أصحاب الحسابات السياسية لسرقة الفرح. رابط دائم :