تسعي البنوك التي تقدم خدمات الصدافة الاسلامية لدعم موقفها في السوق عبر المشاركة في التمويلات الموجهة للشركات في ضوء ضعف تواجدها في قطاع التجزئة المصرفية وذلك خلال عام2013, وتوقفت بعض البنوك عن منحها تمويلات كانت مقررة العام الماضي بسبب الاضطرابات السياسية, وتستهدف البنوك جذب الكثير من العملاء للعمل علي توفير ودائع لديها لتساعد في تنمية قطاع التمويل, وذلك من خلال تدشين بعض المنتجات التي تستقبل بها العام الجديد طامحين أن تأتي الاستراتيجية الجديدة ثمارها, وتعتمد البنوك الإسلامية والفروع التابعة لبنوك تقليدية علي الأفراد في تنمية قاعدة ايداعاتها, وأبرز المنتجات التنافسية التي تعتزم تقديمها البطاقات الاسلامية وتمويل السيارة كما قام بنك البركة مؤخرا بطرح صكوك البركة الدولارية, كما تتوسع البنوك في تمويل الزواج والسفر والتعليم بما يطابق احكام الشريعة الاسلامية, وأدت الظروف الراهنة الي توقف العديد من التمويلات التي توقع المصرفيون ان تنتهي البنوك منها خلال الشهرين المقبلين. وقال أشرف الغمراوي العضو المنتدب لبنك البركة مصر إن نهاية العام الماضي شهد إقبالا علي التعاملات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية, وارتفع بصفة أكبر من جانب الأفراد, لاسيما الشريحة التي ترغب في البعد عن التعاملات الربوية. وأشار إلي أن التوسع في تمويل الشركات هي الوسيلة الاسرع لخلق نمو قوي للمصرفية الاسلامية, نظرا لأن حجم توظيفات الأموال بها أكبر من نظيرتها الموجهة للأفراد, مشيرا الي أن الأئتمان مرتبط بالمخاطر وكلما ارتفعت قيمته زادت مخاطره. وأوضح الغمراوي أن العديد من البنوك الإسلامية تكون حذرة في تلك التمويلات حفاظا علي أموال العملاء الذين سيتحملون جزءا من الخسائر تطبيقا لأحكام الشريعة, وذلك من أبرز ما يساهم في نمو الصيرفة الاسلامية في مصر. وقال أشرف طلعت رئيس قطاع المعاملات الاسلامية بالبنك الأهلي المصري أن توسع البنوك الاسلامية في تمويلات الشركات أكثر فاعلية في دعم نشاط المصرفية الإسلامية ونموة, مشيرا إلي انه نفس الحال للبنوك التقليدية التي تبحث عن التمويلات الكبري لتوظيف الحصة الأكبر من ودائعها. وأشار الي أن ذلك لا يعني أن يتراجع حجم التمويلات الشرعية الموجهة للأفراد, نظرا إلي أن هناك شريحة كبيرة من العملاء تبحث عن التمويل المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية, فضلا عن أن هناك الكثير من العملاء الذين لا يتعاملون مع البنوك تجنبا للشبهات. أضاف طلعت أن طبيعة البنوك الاسلامية تتوافق أكثر مع التمويلات الكبري وطويلة الأجل, نظرا لكون أغلبها مشروعات تنموية تهدف إلي أعمار الارض, مشيرا إلي أن تمويلات الأفراد والتي غالبا ما تكون قصيرة الأجل تعد منفذا لتوظيف السيولة قصيرة الأجل وتقديم خدمات شرعية متكاملة تلبي طلب العديد من العملاء. وتوقع أن تسهم التمويلات المشتركة المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية والتي بدأت البنوك التوسع بها مؤخرا في نمو نشاط المصرفية الإسلامية خلال السنوات المقبلة. قال محمد البلتاجي رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي إن التوسع في تمويل الشركات يسهم في نمو المصارف الإسلامية بشكل اسرع وهو ما اتجهت الية بعض البنوك مؤخرا بشكل واضح علي الرغم من ارتفاع المخاطر المحتملة لكل من العميل والبنك والتي تحاول البنوك التغلب عليها من خلال دراسات الجدوي المحكمة والدقيقة. أضاف البلتاجي أن منتجات التجزئة المصرفية كانت الأكثر اهتماما من جانب البنوك عندما بدأت في مزاولة النشاط, نظرا لكون طلبات الأفراد علي التعاملات المتوافقة مع أحكام الشريعة الاسلامية أكبر من الطلب علي تمويلات الشركات. ويري البلتاجي أن اغلب البنوك الاسلامية بدأت تتجة للموازنة بين التمويلات الموجهة للافراد والخاصة بالشركات من خلال إطلاق منتجات جديدة للأفراد, بمنح تمويلات مشتركة وتسهيلات للشركات, فضلا عن أن معدلات الطلب هي المحرك الأساسي الذي يوجه البنوك.