لم يكن خروجهم من مصر سوي جزء في مخططهم علي المستوي الأعلي ولكي مايذهبوا لكي مايشيدوا المستوطنات ويقوموا بشراء الأراضي لوضع اللبنة الأولي في دولة إسرائيل التي ولدت سياسيا في عام(1948) واعترف بها المجتمع الدولي ما أكثر اللغط في هذه الأيام وما أكثر المقولات والتأويلات والتفسيرات لها علي نحو قد يجرنا إلي نوع من الجدل العقيم الذي لاطائل من ورائه في ظل ظروف ما أحوجنا فيها إلي لملمة الشمل وإلي التكاتف لأننا أمام خطر داهم بل وأمام محك تاريخي يتعلق لانقول فقط بمصر وبمستقبلها ولكن بالأمة العربية وبخريطة الشرق الأوسط مع تحفظنا علي ذلك المسمي ومن المؤكد أن هناك مخططا قديما حديثا يتعلق بعملية إعادة تخطيط المنطقة لخدمة أهداف ومصالح معينة للعديد من القوي الدولية وأيضا قوي استعمارية توسعية ذات أحلام قديمة ومعلومة لها خلفية عقائدية جعلتها بمثابة نواميس ولكي ماتحصنها بشرعية دينية لأنها ليست لها أية شرعية سياسية أو وجود علي مستوي المنطق السوي العادي والفكر الإنساني والعرف الدولي والقواعد والقوانين والمواثيق التي تعاملت بها البشرية سواء في صورة أناس أو كيانات سياسية ووحدات مؤسسية أي( دول) هذا المخطط هو المخطط الصهيوني المتمثل فيما يعرف بأرض الميعاد أو أرض الموعد التي منحها لهم الله بوعد منذ آلاف السنين وأن عليهم أن يسيروا إليها وألا ينتظروا تحقيق ذلك الوعد الإلهي وقد كان ذلك هو الأساس الذي عليه قامت الحركة الصهيونية كحركة سياسية ذات خلفية عقائدية حيث قوامها هو أنه إذا كان لنا ذلك الوعد بهذه الأرض من قبل الله فلماذا ننتظر أن يحقق لنا الله ذلك الوعد ولماذا لانحققه نحن بأيدينا لماذا ننتظر أن يأتي إلينا ولم لا نذهب نحن إليه لذلك تمت ترجمة هذه النصوص التوارتية في مجموعة من الأهداف السياسية العليا قد وضعت لها مجموعة من الخطط والسياسات علي المستوي الحركي أو العملي ليحققها وقد تختلف هذه السياسات والخطط من حكومة لأخري ولكن الجوهر واحد ذلك المخطط يسير بخطي ثابتة ويسعي علي نحو دقيق إلي التلاعب والتحكم في حركة الأحداث في المنطقة بل إنه قد يشارك في خلق هذه الأحداث وقد يمتطيها ويوجهها وجهة مغايرة لما تسعي إليه ويشير اليه ذلك الوعد الذي نقرأ عنه في سفر التكوين الإصحاح(15) وعدد(18) حيث تقول الكلمات في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقا قائلا لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلي النهر الكبير الفرات فمصر تعد أحد حدود ذلك الملك الصهيوني بحسب التعبير التوراتي أو دولة إسرائيل بحسب التعبير السياسي وهذه الكلمات محفورة علي جدران الكنيست الإسرائيلي... لذلك فأطماع إسرائيل في مصر تعد من جزءا أصيلا من مخططها من هنا كان لابد وأن تثير تصريحات العريان الكثير من اللغط لدي البعض حتي وأن لم يكن يقصد بها ما قد توصل إليه البعض ولكن من المؤكد أنها قد كانت لها ردود فعل عديدة مابين الدهشة والتعجب لدي الكثيرين لاسيما في ذلك التوقيت علي الرغم من أنها قد لاتكون في قصدها وفحواها تصل إلي أي من هذه المعاني فمن المؤكد أنه كان هناك جالية مصرية يهودية مستقرة في مصر من اليهود المصريين وكان لها نشاطها الاقتصادي ومشروعاتها وبعد ثورة(1952) تم إخراج اليهود من مصر وقد تكون بداية خروجهم بعد حرب(1948) وقد تمت تصفية أملاكهم وبيعها ولا يمكن أن ننكر أنهم قد كان لهم دور اقتصادي معروف وماتزال حارة اليهو بمسماها الحالي أحد الشواهد علي ذلك ولكن لم يكن وجودهم في مصر سوي أحد أوجه الوجود المتعددة لهم عبر دول العالم شرقه وغربه مشتتين فيه وهم من المؤكد لديهم ذلك المعتقد الإيماني التوراتي الكامل داخل قلوبهم ونفوسهم في أرض الموعد وولاؤهم لإسرائيل علي الرغم من أنهم قد عاشوا بيننا كما عاشوا في الكثير من الدول ورأينا كيف أنهم قد عانوا من اضطهاد كبير في دول أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية وفي أعقابها وقد كانت هناك حالة من الاستياء والكره والنفور منهم في المجتمعات الأوربية التي عاشوا فيها لأنهم لم يستطيعوا أن يتأقلموا مع هذه المجتمعات كما أنهم قد كانوا يعيشون في مجتمعات( الجيتو) وهي أحياء خاصة بهم وكانت لهم ممارساتهم وسبل معيشتهم التي كانت تجعل هذه المجتمعات تنفر منهم ولم يقبلوهم كما أنهم قد كانوا أحد أسباب التوتر والقلق في هذه الدول إذ أنهم كانوا يعملون بطريقة أو بأخري من أجل تحقيق حلمهم علي حساب هذه المجتمعات التي كانت تنظر إليهم نظرة متدنية وفي ذات الوقت كانت هذه الجماعات اليهودية تنظر إليهم نظرة مختلفة يشوبها الاستعلاء والتميز... لذلك لم يكن خروجهم من مصر سوي جزء في مخططهم علي المستوي الأعلي ولكي مايذهبوا لكي مايشيدوا المستوطنات ويقوموا بشراء الأراضي لوضع اللبنة الأولي في دولة إسرائيل التي ولدت سياسيا في عام(1948) واعترف بها المجتمع الدولي ومن المؤكد أنهم إذا مااستمروا فترة أطول من ذلك بمصر فهم كانوا سوف يعملون لحساب دولتهم ويكون ولاؤهم الأكبر لها وكانوا سوف يحاولون امتصاص الاقتصاد المصري وذلك لخدمة وتنمية الاقتصاد الإسرائيلي الوليد والذي علي الرغم من قوته فهو لايزال يعاني وهو اقتصاد لايملك المقومات التي تحقق طموحات إسرائيل كدولة كبري.. ولعل ذلك مانراه بوضوح في محاولات إسرائيل في العقدين السابقين لأن تسيطر علي منطقة الشرق الأوسط ومن خلال فكرة الشرق الأوسط الكبير والسوق الشرق أوسطية المشتركة التي تري فيها إسرائيل أنها يمكن أن تكون دولة اقتصادية مسيطرة ليس في منطقة الشرق فحسب ولكن العالم كله إذا مااستطاعت أن تضع يدها علي موارد الدول العربية وأنها من خلال الموارد الاقتصادية والتكنولوجية الإسرائيلية يمكن أن تخلق نظاما اقتصاديا شرق أوسطي تكون إسرائيل علي رأسه يمكن أن يصل بها إلي مصاف الدول العالمية أو أن تصبح قطبا عالميا اقتصاديا وسياسيا يتحكم في السياسة العالمية بما يخدم أهداف المخطط الصهيوني الطويل الأجل ويعجل الخطي نحو قيام دولة إسرائيل الكبري ولكن مثل ذلك التكتل لن يخدم الدول العربية ولكن سوف يخدم إسرائيل في المقام الأول.... علينا أن نتذكر أيضا عملية لافون في(1956) والتي كانت تحاول استخدام الجالية الإسرائيلية في مصر لتنفيذ عمليات لصالح إسرائيل عمليات تدميرية وتخريبية وقد تم القبض علي ذلك التنظيم وبعد ثلاث جولات في حروب دامية واحتلال إسرائيل لأراض عربية ومايحدث ويدور في سيناء الآن وذلك الوضع المعقد الذي وراءه إسرائيل بالقطع لكي ماتضمن أن تكون سيناء مفتوحة دون عوائق أمامها حيال تفكيرها في العودة إليها أو حيال خوضها معركة أخري لاتجد المقاومة الكافية لصدها