لابد من التوبة, بل لابد من المداومة علي التوبة تسلحا بها في وجه الخطأ الناشيء عن ضعف طبيعتنا البشرية ومسحا بها كذلك لذنوب النفس الأمارة بالسوء وهروبا بها من النار, فإن من هرب من الذنوب, هرب به من النارقرائي الأعزاء..!! خبروني بربكم..!! هل يوجد في هذا العالم من لم يذنب..؟ سواء في: حق ربه تعالي, أو في حق أمته, أو في حق مجتمعه, أو في حق أهله, أو في حق نفسه..!! أعتقد.. أن الجواب الصادق هو: لا.. وألف لا. بل إن هذا الشخص: لن يوجد أبدا. إذا مرضنا نوينا كل صالحة نرجو الإله إذا خفنا.. ونسخطه فإن شفينا فمنا الزيغ والزلل إذا أمنا.. فما يزكو لنا عمل وفي الحديث الشريف: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ويروي عن الحسن: إنه لما تاب الله عز وجل علي آدم عليه السلام, هنأته الملائكة, وهبط عليه جبريل وميكائيل عليهما السلام, فقالا له: يا آدم قرت عينك بتوبة الله عليك؟ فقال آدم عليه السلام: يا جبريل..! فإن كان بعد هذه التوبة سؤال, فأين مقامي؟ فأوحي الله إليه: يا آدم.. ورثت ذويك التعب والنصب, وورثتهم التوبة, فمن دعاني منهم لبيته كما لبيتك, ومن سألني المغفرة, لم أبخل عليه لأني قريب مجيب يا آدم, وأحشر التائبين من القبور مستبشرين ضاحكين, ودعاؤهم مستجاب( إحياء علوم الدين) وكان قتادة رضي الله عنه يقول: القرآن يدلكم علي دائكم ودوائكم, أما داؤكم: فالذنوب, وأما دواؤكم: فالاستغفار. وعلي هذا: فكل بني آدم خطاء, والخطأ مركب فينا, وهو داؤنا, ولا علاج لبني آدم من هذا الداء إلا بالتوبة. أنام علي سهو وتبكي الحمائم كذبت لعمرو الله لو كنت عاقلا وليس لها جرم ومني الجرائم لما سبقتني بالبكاء الحمائم إذا: لابد من التوبة, بل لابد من المداومة علي التوبة تسلحا بها في وجه الخطأ الناشيء عن ضعف طبيعتنا البشرية ومسحا بها كذلك لذنوب النفس الأمارة بالسوء وهروبا بها من النار, فإن من هرب من الذنوب, هرب به من النار وسلوكا لطريق السعادة والفلاح في الدنيا وفي الآخرة وأصل التوبة في اللغة: هو الرجوع, يقال: تاب وثاب, وأناب وآب, والكل بمعني: رجع ومعناها في الاصلاح الشرعي: الرجوع عن الذنب, يقال: تاب إلي الله يتوب توبا وتوبة ومتابا, أي: ورجع عن المعصية إلي الطاعة. وعلي هذا: فهي بالمعني اللغوي: تكون من الله تعالي, وتكون من الإنسان. أما بالمعني الاصطلاحي: فلا تكون إلا من الإنسان. فتكون من الله سبحانه وتعالي: إذا عاد علي عبده بالصفح والغفران. يقول عز من قائل:( فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه) المائدة:39 أي: فإن الله يتجاوز عنه. وهي من الإنسان: ترك الذنب علي أجمل الوجوه, وهو أبلغ وجوه الاعتذار, فإن الاعتذار علي ثلاثة أوجه: إما أن يقول المعتذر: لم أفعل أو يقول: فعلت لأجل كذا. أو يقول: فعلت وأسأت, وقد أقلعت, ولن أعود وقد وردت مادة التوبة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية كثيرا. وهي حيثما وردت فيهما: تدور حول هذين المعنيين.