لا تزال كنوز سيناء تعاني الإهمال ولاتجد من يحسن استغلالها بما يعود بالخير علي أهلها ويسهم ليس في تنميتها فحسب, بل في تنمية الوطن كله. فصحراء سيناء دائما تجود بالخير إلا أن استغلالها لم يتم بعد وخاصة منطقة الوسط ففضلا عن مقوماتها الصناعية فهي أيضا يمكن أن تكون مركزا للجذب السياحي الهائل من خلال العيون الطبيعية التي حباها الله بها ومنها عين القديرات إلا أن استغلال هذه العين بشكل غير مناسب افقدها أهميتها السياحية حيث يتدفق منها الماء من أعلي قمة جبل يسمي عين القديرات. والقضية باختصار هي كيفية تجميع هذه المياه واستغلالها في الزراعة بشكل مباشر خاصة زراعة القمح, والذي أصبح يمثل أزمة عالمية, ويمكننا من خلاله تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر فيما لو تم استغلال الأراضي الصحراوية واستغلال مصادرنا من المياه. ويقول عبدالله جهامة عضو مجلس الشعب السابق ورئيس مجلس قبائل وسط سيناء إن مشروع عين القديرات, يجري حاليا عمل دراسة لتطويره واستغلاله في الزراعة, وتحويل هذه العيون الطبيعية إلي منتجعات سياحية يقصدها الباحثون عن الجمال والطبيعة الساحرة. وأضاف أن هناك أيضا مصدرا مهما من المياه وهو السيول, فقد قام مزارعو شمال سيناء بالتعاون مع وزارة الزراعة بزراعة6 آلاف فدان بالقمح والشعير, وإن كان المستهدف زراعة أكثر من15 ألف فدان. وأوضح أن العامل الرئيسي في نجاح هذه الزراعات يتمثل في القدرة علي الاستفادة من كل قطرة مياه, وهو ما يجب أن نلفت إليه الانتباه, فيجب أن تقوم وزارة الزراعة بمساعدة أبناء المنطقة في حجز المياه( الهرابات).. وهي عبارة عن حفر كبيرة بالأراضي المنخفضة يتم تبطينها بالبلاستيك لتجميع المياه واستخدامها في أغراض الشرب والزراعة, وكذلك كيفية استغلال العيون الطبيعية في الزراعة. ومن جانبه, أوضح المهندس عاطف مطر مدير الإدارة الزراعية بالعريش أن السهول القابلة للزراعة تبلغ8 آلاف كيلو متر مربع. أي89% داخل المحافظة فقط, وهو ما يتيح أمكان زراعة مليون ونصف مليون فدان باستخدام المياه الجوفية والعيون الطبيعية, وكذلك استغلال مياه السيول بسد الروافعة. وتشير الدراسات إلي إمكانة زراعة150 ألف فدان علي مياه السيول, بالإضافة إلي300 ألف فدان في أعلي وادي العريش والجفاجفة والبروك من خلال كميات المياه المحتجزة خلف سدود مثل سد الروافعة ووادي الكرم وسط طلعة البدن. فيما يؤكد الدكتور قدري الكاشف مدير عام السياحة بشمال سيناء السابق أن عين القديرات من العيون الطبيعية الساحرة والتي يمكن أن تكون منطقة جذب سياحي كبيرة خاصة وان المياة تتدفق من اعالي قمم الجبال في شكل طبيعي يجعل من هذه المنطقة منطقة سياحية إلا أن عين القديرات تم استغلالها بشكل غير مناسب حيث تم تحويل المياه من العين الطبيعية في أنابيب لتخدم المنطقة في الشرب والزراعة وضاعت الطبيعة الساحرة الموجودة بها هذا الأمر يحتاج إلي إعادة النظر في الاحتفاظ بالعين الطبيعية وكذلك توصيل الأنابيب للزراعة بشكل لا يفقد تدفق المياه من العين الطبيعية بشكل مباشر لتصبح المنطقة منطقة جذب سياحي هائلة.