جاءت مشاركة الفيلم المصري في عدد من المهرجانات العالمية مثل كان وفينسيا وبرلين, وغيرها, خطوة جيدة نحو العالمية, إلا أن عدم حصول أي فيلم علي جوائز رغم المشاركات المستمرة, يضع علامة استفهام حول هذا الأمر, بينما رأي جانب من النقاد والمؤلفين الذين طرحت الأهرام المسائي عليهم الموضوع أن مجرد مشاركة الأفلام كانت أكبر جائزة لصناعها معربين عن سعادتهم بالمشاركة في المهرجانات الدولية بعد فترة انقطاع كبيرة خاصة وأن هذه الأعمال خرجت في ظروف صعبة كادت تتوقف فيها الصناعة بالكامل بسبب انسحاب شركات الإنتاج الكبيرة من الحلبة خوفا علي رأس مالها وأن الذين اهتموا بعمل أفلام استطاعت المشاركة في مهرجانات دولية حتي وإن خرجت بدون جوائز يجب أن نرفع لهم القبعة تحية لهم علي شجاعتهم وإقدامهم علي عمل أفلام برغم تكلفتها البسيطة استطاعت المنافسة مع الأفلام ذات التكلفة العالية وهو ما كان أكبر جائزة يمكن أن يحصل عليها فيلم خرج في ظروف صعبة ليقف أمام أفلام كانت تتوافر لها كل العناصر الإنتاجية الكبيرة. وقال الناقد رفيق الصبان أننا بالفعل خرجنا من المهرجانات الدولية بدون جوائز, حيث لم يحقق فيلم بعد الموقعة, وافلام أخري قبله جوائز في مهرجان كان, ولكن عرض فيلم الشتا اللي فات في كان بالمسابقة الرسمية يعد في حد ذاته انتصارا كبيرا للسينما المصرية وكذلك الأمر حينما عرض في مهرجان فينسيا لم يحقق جوائز ولكنه قوبل بحفاوة شديدة من قبل الكتاب والنقاد. وأوضح أنه في المقابل أيضا فاز عدد من الأفلام في مهرجانات عربية مثل أفلام زي النهاردة وعشم وهرج ومرج مضيفا أن السينما المستقلة قد حققت المرجو واستطاع الشباب الوصول للمهرجانات العربية والدولية, وهو ما يعتبر خطوة جيدة علي طريق انتعاشة السينما المصرية وعودتها للتألق. وأكد المؤلف بشير الديك أن مجرد ذهاب الفيلم المصري للعرض في مهرجان دولي يعتبر خطوة جيدة لابد من وضعها في الاعتبار, خاصة وأننا كنا لا نعرف الطريق إلي المهرجانات الدولية, مما يعني أنه شرف كبير بغض النظر عن تحقيق أي جوائز. وأضاف أن الكل يعلم أننا لم نذهب أبدا إلي مهرجان فينسيا الدولي وعدم حصولنا علي الجوائز ليس بجديد ولكن الجديد هو المشاركة الفعالة في المهرجانات من شباب سينمائي متميز أعاد للسينما بريقها مرة أخري برغم الإمكانات الضعيفة المتاحة له, وعلينا تشجيعهم بكل ما لدينا من قوة لأنهم يستحقون التحية والتقدير لما يقدمونه بعيدا عن الأفلام التجارية التي لا تسعي إلا للربح بعيدا عن أي مضمون. وقال المؤلف والمنتج محمد حفظي إنه نظرا لصعوبة المنافسة بين أفلام العالم فمن الصعب حصول الفيلم المصري علي أية جوائز, خاصة ان الجوائز في كان وفينيسيا وبرلين لا تصل سوي لعشرين فيلما فقط, مشيرا إلي أنه من الصعوبة تحقيق هذا المستوي, وإذا حدث ذلك سيكون أمرا نادرا جدا. وأضاف أننا نمتلك المقومات التي تدفعنا لذلك, ولكننا نحتاج لبعض الوقت من أجل التطوير الذي قد يستغرق عدة سنوات, خاصة ان لدينا عددا من المخرجين المميزين مثل يسري نصرالله, أحمد عبدالله, إبراهيم البطوط, وغيرهم كثيرون, ولكن يكفي في النهاية حتي الآن شرف المحاولة, وأننا فرضنا أنفسنا بأفلامنا لتشارك في مثل هذه المهرجانات العالمية. بينما قال الناقد كمال رمزي أن مستوي الأفلام حتي الآن ينحصر ما بين رديء إلي جيد, لكن لا يوجد مستوي ممتاز, وهو ما يحصلون من خلاله علي الجوائز العالمية, وبالتالي لا يحصل أي فيلم مشارك من مصر علي جائزة, مشيرا إلي أن المهرجانات العالمية تعطي جوائزها للأفلام الأكثر تميزا. وأضاف أن عادة الأفلام التي حصلت علي جوائز تكون من أوطان صناعة السينما بها مزدهرة, كما أن المناخ الثقافي بأكمله علي قدر كبير من الحيوية مما يؤدي في النهاية إلي خروج الأفلام بشكل يستطيع أن يصمد أمام الأفلام الأخري, أما بالنسبة للسينما عندنا خاصة في ظل الظروف التي نعاني منها الآن, فمن الأمور الجيدة أنها لا تزال باقية, او أننا قدمنا خلال العام الماضي ما يقرب من35 فيلما.