من المؤكد ان من سمع من المصريين الخطبة الكاشفة القاطعة التي القاها الشيخ السعودي والداعية الحق الجليل محمد العريفي عن "فضائل مصر" بأحد مساجد الرياض الجمعة الماضية قد شعر بالخجل من نفسه لان مصر التي لا نعرفها اكبر وأعظم وأقوي بلد فخر لكل مواطن وشرف لكل من ولد فيها وعاش بين اهلها نعم اقول "بخجل" لأننا نهين مصر ونكيل لها وننكر عطاءها ونتنكر لأفضالها. من له قلب يخشع او عين تدمع, يقينا انه مطالب بالاعتذار لمصر بعد ان سمع ما قاله هذا الشيخ الجليل الذي نفتقد امثاله ونفتقر الي رؤيته وحلو كلامه وسعة اطلاعه عن مصر التي اجلها القرآن وعظمها التاريخ في صفحات من نور. قال فيها الداعية الذي ابدع في التعبير: "من شاهد الأرض وأقطارها والناس أنواعا وأجناسا ولا رأي مصر ولا اهلها فما رأي الدنيا ولا الناس هي أم البلاد وهي أم المجاهدين والعباد قهرت قاهرتها الامم ووصلت بركاتها إلي العرب والعجم, هي بلاد كريمة التربة مؤنسة لذوي الغربة فكم لمصر وأهلها من فضائل ومزايا وكم لها من تاريخ في الاسلام وخفايا منذ أن وطئتها اقدام الانبياء الطاهرين ومشت عليها اقدام المرسلين المكرمين والصحابة المجاهدين وإذا ذكرت المصريين ذكرت الكعبة والبيت الحرام فإن عمر رضي الله تعالي عنه ارسل إلي عامله في مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة فصنعت الكسوة من عهد عمر رضي الله عنه وظلت كسوة الكعبة تصنع في مصر سنة تلو سنة حتى مرت اكثر من الف سنه وكسوة الكعبة ترسل من مصر إلي مكة ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المئة سنة. ولم يتوقف عطاء مصر عند هذا الحد بل حملت الخطبة العديد من الفضائل التي جاء بها القرآن والسنة تعظيما وإجلالا لمصر فقدم الداعية السعودي درسا في الوطنية والانتماء وكشف عن حقيقة مصر التي غابت عن مشايخنا الذين جرفتهم السياسة وتفرغوا للفضائيات مابين الفتاوى المغرضة والخطب المسيسه وكان الاولي بهم إلقاء الخطب التي تعلي قيم الانتماء للوطن وتقدس العمل من اجل الوطن في ايامنا هذا التي نحتاج فيها الي كل عمل وطني ينقذ البلاد من هاوية الانقسام والاقتتال.