يواجه العراق أزمة حقيقية تتجلي فيها كل أعراض الانقسام المذهبي والاستقطاب الإقليمي, فالبلد الذي يضم في تركيبته السكانية شيعة وأكراد وسنة يحتاج إلي التوافق بين مكوناته المذهبية أكثر من المغالية ومحاولة الاستئثار بالسلطة حتي تمضي الأمور إلي الاستقرار بدلا من المواجهة بينهم. وتكرار السيناريو الذي حدث مع نائب الرئيس العراقي( السني) طارق الهاشمي الذي صدر حكم بإعدامه من إحدي المحاكم العراقية بعدما اتهمته حكومة بغداد برئاسة نوري المالكي( الشيعي) بارتكاب300 جريمة قتل وتفجير ما دفع الهاشمي إلي مغادرة البلاد إلي تركيا, بنفس التفاصيل تقريبا مع وزير المالية العراقي( السني) رافع العيساوي باتهام عناصر من أفراد حراسته الخاصة بارتكاب جرائم بتعليمات مباشرة منه يدفع بالبلاد إلي كارثة حرب أهلية علي حد قوله الهاشمي في إطار مخطط ينفذه المالكي لإقصاء العرب السنة من العملية السياسية في العراق. الهاشمي آثر عدم الانتقام لمقتل شقيقه محمود علي يد ميلشيات مسلحة قبل أسبوع واحد فقط من تسلمه مسئولية الدستورية كنائب للرئيس, وبعد أسبوعين تكرر الأمر مع شقيقته ميسون, ثم قامت الميليشيات بقتل شقيقه الثالث الفريق أول عامر الهاشمي في بيته بعد استبسال في مواجهة القتلة وهي نفس الطريقة التي قتل بها مئات الضباط السنة, ونأي الهاشمي بنفسه عن اقتفاء أثر قتلة أشقائه الثلاثة حتي لا يكون سببا في نشر ثقافة الانتقام, وإذا به هو نفسه يواجه اتهاما وحكما بالإعدام. الهاشمي يري أن الحل للخروج من الأزمة يتمثل في إسقاط المالكي بعد أن خلقت سياساته مشكلات داخلية آخرها التوتر بين بغداد وآربيل, وتردي العلاقات مع الجيران. القائمة العراقية( وهي تحالف سياسي ليبرالي يضم أحزابا سنية وشيعية وكردية بقيادة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي) من جانبها دعت إلي التنسيق مع إقليم أحزاب شمال العراق لبلورة موقف سياسي يسنجم مع تطلعات الشعب, الذي بدأ انتفاضة لإسقاط نظام المالكي, معتبرا أن ربيع العراق بدأ والشعب هو من يقود التغيير. أما إقليميا.. تهدد الحرب الأهلية السورية بتمزيق العراق, حيث يتوقع حدوث تصادم بين كردستان العراق التي تدعم المعارضة السورية وبين الحكومة المركزية في بغداد التي تقف مع الأسد. ولاءات مكونات الشعب العراقي تتجاذبها أحداث محلية دموية, وأحداث إقليمية مشتعلة وهي في غني حاليا عن إثارة مشكلات جديدة مع المسئولين السنة أمثال مشكلة حرس العيساوي لتجنيب البلاد خطر التمزق في حرب أهلية طائفية ولن تذر. [email protected] رابط دائم :