السؤال الذي يواجهني ويعترض طريقي دائما من الأصدقاء والأقارب والمعارف: يا تري البلد رايحة علي فين؟ ومع أنني ازعم عدم امتلاكي اجابة مقنعة, رغم موافقة الأغلبية علي الدستور الجديد.. إلا أنني لا أجد من رد سوي ان أقول لهم ان الأمل في الله كبير, واننا لا يجب أن نستسلم لاجواء التشاؤم والاحباط لان هذا الاستسلام المرفوض سيفضي حتما إلي عواقب غير مرغوب فيها, علي كل المستويات. صحيح أن الارتباك والاهتزاز يطغيان علي كل شيء في البلد, لكن مع هذا لا بديل عن التفاؤل, غير انه تفاؤل مشروط بوجود ارادة حقيقية لدي القيادة السياسية لتصحيح المسار, وإنقاذ الاقتصاد المتهاوي من دوامة الانهيار, واحداث التغيير المنشود, في معظم الاتجاهات. وقد لا يتأتي هذا, إلا من خلال مشاركة نخبوية( بالمعني الفعلي للنخب المحترمة والمعروفة بوطنيتها) ومؤازرة شعبية وسيطرة أمنية تضرب بيد من حديد, علي ايدي المجرمين, الذين يدبرون لحرق البلاد, وترويع العباد, وبث الرعب في قلوب المواطنين البسطاء. لقد حضرت الكثير من الاجتماعات والندوات والمؤتمرات مع ممثلين لأغلب ألوان الطيف السياسي, والمذهل اكتشافي ضيق أفق كثيرين منهم وسذاجة تفكيرهم ووجود رغبة متوحشة لديهم في الأنانية والذاتية والاستئثار بكل شيء بمعني ان المنفعة الشخصية هي المحرك الأساسي لهم, من دون أدني اعتبار للغايات والمصالح العليا للوطن. كنت أتمني أن يوسع الرئيس محمد مرسي من دائرة اختياراته للأعضاء المعينين بمجلس الشوري وأن يدفع بوجوه جديدة غير محسوبة علي فصائل سياسية محددة لأنه من السهل جدا للباحثين عن مغنم الا يتوقفوا عن التصفيق والتطبيل والدفاع بالحق والباطل عن كل ما يمت لمؤسسة الرئاسة والحكومة بصلة, لكن مبادئ الحق والعدل والأخلاق والوطنية, تستوجب النقد والتقييم والمراجعة والمحاسبة. وأخيرا أتمني أن نتجرد جميعا من اطماعنا ونرتقي إلي مستوي المسئولية الصعبة, والواجب الثقيل, لإنقاذ سفينة الشعب من الغرق. [email protected] رابط دائم :