لا أعرف متي تتحسن الأمور, وتنصلح الأحوال, ويتفرغ كل منا لما يعنيه من شئون سواء كانت عامة أو خاصة.. الأمر مقلق حينا ومرعب في كثير من الأحيان, ونحن نري الفوضي مستمرة.. فالأمن مهتز, والاقتصاد مترنح, ولغة الحوار تكاد تكون مفقودة. أزعم أن معنويات عدد كبير من المواطنين صارت في الحضيض; فهم لا يبصرون جديدا, لأنهم لا يلمسون أملا في الحاضر, ولا يتوقعون تغييرا إيجابيا في المستقبل. هم لا مانع لديهم في التمهل والتأني والصبر, إنما هم يؤمنون تماما, بأنه لا بد أن تكون لهذا الصبر قيود, وحدود, ومدي زمني معين, حتي تزول حيرتهم وتتبدد شكوكهم. لا أعتقد أن غالبية المصريين تريد سوي مصلحة البلد ورفعتها واستقرار الأوضاع بها.. الناس زهقت وأصابها المل, إزاء ما يصطدمون به من قرارات تفتقد إلي الحكمة, واحتجاجات تفتقر إلي الهدف, وتدخلات خارجية مجافية للاحترام, ووسائل إعلام لا تنشد سوي الشحن, ولا تجيد إلا سكب البنزين علي النار. من العجيب أن تكتشف أن من نسميهم ب الصفوة.. كثير منهم, مشوشو التفكير, مضطربو السلوك.. المصلحة تحركهم, الطمع يجمعهم.. أما صوت العقل فيفرقهم ويشتت شملهم.. أحدهم شاهدته في إحدي الفضائيات وهو يؤكد رفضه مسودة الدستور مع أنه لم يقرأها( لا يعني هذا أنني من الموافقين عليه), وعندما قال له المذيع إنه لا أساس لمخاوفه, رد عليه بأن الدستور ممتاز في مجمله, لكنه مع هذا يرفضه ويفضل دستورا بديلا, أو أن يتم الاستفتاء علي مسودتي دستورين. علي أي حال, ومع تقديري لآراء ووجهات نظر الجميع, أتمني شخصيا أن نعطي أنفسنا مهلة لالتقاط الأنفاس, وترك المسئولية كاملة للرئيس والحكومة لفترة زمنية يمكن الاتفاق عليها, بعدها يجلس علي طاولة الحساب, ممثلون لجميع الأطياف( ليست الأطياف الإعلامية التي تحتكر الحديث باسم الشعب) ساعتها فقط يحق لنا ولهم, ألا تأخذهم بأي مسئول وقت الحساب, أدني شفقة أو رحمة, حتي نرسو بسفينة الوطن علي بر الأمان. [email protected] رابط دائم :